القرع ، قال : «أجل هي شجرة أخي يونس» (١) ، قال المبرد والزجاج : اليقطين كل شجر لا يقوم على ساق ، وإنما يمتد على وجه الأرض فهو يقطين ، نحو الدّبّاء والحنظل والبطيخ ، وروى عن ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير ووهب بن منبه وهلال بن يساف وعبد الله بن طاوس والسّدي وقتادة والضحاك وعطاء الخراساني وغير واحد قالوا كلهم : اليقطين هو القرع ، وعن سعيد بن جبير : اليقطين هو كل شيء ينبت على وجه الأرض ليس له ساق ، وفي رواية عنه أيضا : كل شيء ينبت يموت من عامه (٢) ، وقد ثبت أن سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يحب الدّبّاء ويتتبعه من حواشي الصفحة (٣) ، وقال الواحدي : والآية تقتضي شيئين لم يذكرهما المفسرون ، أحدهما : إن هذا اليقطين لم يكن قبل ، فأنبته الله تعالى لأجله ، والآخر : أن اليقطين كان معروشا ليحصل له ظل ، لأنه لو كان منبسطا على الأرض لم يكن أن يستظل (٤).
وعلى أية حال ، فما أن استكمل يونس عليهالسلام عافيته حتى رده الله تعالى إلى قومه الذين تركهم مغاضبا ، وكانوا قد خافوا ما أنذرهم به من العذاب بعد خروجه ، فآمنوا واستغفروا وطلبوا العفو من الله فسمع لهم ولم ينزل بهم عذاب المكذبين (فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) وكانوا مائة يزيدون ولا ينقصون ، وقد آمنوا أجمعين (٥) ، وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت كانوا مائة ألف أو يزيدون ، هذا وقد اختلف المفسرون في عدد زيادة قوم يونس عن المائة ألف ، فعن ابن عباس كانوا
__________________
(١) تفسير النسفي ٤ / ٢٩.
(٢) تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ١٦٦ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٣٤ ، تفسير الطبري ٢٣ / ١٠٤.
(٣) انظر : صحيح البخاري ٧ / ٩٨ ، ١٠٢.
(٤) تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ١٦٦.
(٥) في ظلال القرآن ٥ / ٢٩٩٩.