ملك إسرائيل «يربعام الثاني» (٧٨٦ ـ ٧٤٦ ق. م) ، وإنه أرسل إلى أهل «نينوى» في الفترة (٧٦٥ ـ ٧٥٩ ق. م) في أخريات أيام العاهل الآشوري «آشوردان الثالث» (٧٧١ ـ ٧٥٤ ق. م) (١) ، وإما أنه كان نبيا قوميا أو عبرانيا ، فذلك ما جاء في السفر نفسه (٢) ، وإما إنه كان على أيام يربعام الثاني فهذا ما يخالف ما ذهبنا إليه من قبل (اعتمادا على رواية ابن عباس) من إنه كان نبيّا إسرائيليا على أيام الملك «حزقيال» (٧١٥ ـ ٦٨٧ ق. م) والنبي أشعياء (٧٣٤ ـ ٦٨٠ ق. م) ، هذا فضلا عن أن من ذهبوا إلى أن يونان (يونس عليهالسلام) كان على أيام يربعام الثاني ، لم يقدموا أي دليل يؤيدون به وجهة نظرهم هذه.
وعلى أي حال ، فإن العلماء لا يعرفون حتى الآن من الذي كتب سفر يونان هذا في روايته الحالية ، كما جاءت في العهد القديم ، وإن كانوا يذهبون إلى أنه كتب ربما حوالي عام ٣٥٠ قبل الميلاد ، وليس هناك أي دليل يثبت أن يونان هو كاتب هذا السفر الذي يحمل اسمه من بين أسفار العهد القديم (٣).
هذا ويختلف الباحثون كذلك في موضوع السفر نفسه ، فهناك فريق يذهب إلى أن كاتب السفر لم يقصد أن يروي قصة تاريخية عن نبي عاش قبله بقرون ، وإنما أراد أن يكتب موعظة في قالب قصة ، معتمدين في ذلك على
__________________
(١) حبيب سعيد : المرجع السابق ص ١٢٧ ـ ١٢٩ ، فؤاد حسنين : المرجع السابق ص ١١٤ ـ ١١٦ ، وكذاR. D. Wilson, The Authenticity of Jonah, PTR, ٦١, P. ٠٨٢ ـ ٨٩٢, ٠٣٤ ـ ٦٥٤ H. C. Trumlull, The Reasons bleness of the Miracle of Jonah, LCR, ١١٩١ وكذاE. W. Heaton, The Old Testament Prophets, ٩٦٩١, P. ٠٢ ـ ١٢
وكذاM.Unger ,op ـ cit ,P.١٠٦ ـ ٢٠٦.
(٢) يونان ١ / ٩.
(٣) انظر : محمد بيومي مهران : إسرائيل ٣ / ٥٢ ـ ٥٧.