أسباب منها (أولا) : وجود السفر مع الأسفار النبوية ، وليس مع الأسفار التاريخية (١) ، ومنها (ثانيا) : ذكره لمعجزات تختلف عن المعجزات المذكورة في الأسفار التاريخية ، ولا سيما النبأ المتعلق بالحوت (٢) ، ومنها (ثالثا) : عدم الاتفاق بين ما قيل عن توبة أهل «نينوى» ، وما جاء في سفر «ناحوم» ويل لمدينة الدماء ، كلها ملآنة كذبا وخطفا ، و «جرحك عديم الشفاء ، كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بأيديهم عليك» (٣) ، ومن المعروف أن ناحوم عاش بعد يونان أي أن نبوته كانت حوالي عام (٦٥٠ ـ ٦٢٥ ق. م) ، ومنها (رابعا) : ما جاء في سفر إرميا ، (والذي عاش في الفترة ٦٢٦ ـ ٥٨٠ ق. م) (٤) ، «أكلني أفناني ، نبوخذ نصر ملك بابل ، جعلني إناء فارغا ، ابتلعني كتنين ... وأخرج من فمه ما ابتلعه» (٥) ، وهذا القول تشبيه بغير شك ، ومن ثم فقد ذهب بعض الباحثين المحدثين إلى أن رواية سفر يونان ، إنما هي أيضا تشبيه ليس إلا (٦).
على أن هناك فريقا من الباحثين من المحافظين من شراح العهد القديم إنما يذهب إلى أن سفر يونان هذا ، إنما هو سفر تاريخي كتبه «يونان النبي بن أمتاي» من سبط «زبولون» (أحد أبناء يعقوب الاثني عشر) من «جت حافز» ، على مبعدة ثلاثة أميال من الناصرة (قرية المسيح عليه
__________________
(١) انظر عن أسفار الأنبياء والأسفار التاريخية (محمد بيومي مهران : إسرائيل ٣ / ٣٣ ـ ٦٠).
(٢) باروخ سبينوزا : المرجع السابق ص ٣٢ ، حبيب سعيد : المرجع السابق ص ١٢٧ ، قاموس الكتاب المقدس ٢ / ١١٢٦ ـ ١١٢٧ ، وكذا
J. Young, Intiaduction to The Old Testment, ٩٤٩١, P. ٧٥٢.
(٣) ناحوم ٣ / ١٩.
(٤) انظر عن سفر إيرميا وعصره (محمد بيومي مهران : إسرائيل ٢ / ٩٩٧ ـ ١٠١٢ ، ٣ / ٤٤ ـ ٤٧).
(٥) إرميا ٥١ / ٣٤ ، ٤٤.
(٦) قاموس الكتاب المقدس ٢ / ١١٢٧.