«أرض دلمون مكان طاهر ، أرض دلمون مكان مقدس (١)» ، ثم يوصف «زيوسودرا» بعد ذلك بأنه «الشخص الذي حافظ على سلامة الجنس البشري» (٢).
ويحتمل من سياق لوح صغير أن «زيوسودرا» كان قد تلقى الحكمة عن أبيه «شورباك» بن «وبار ـ توتو» أحد ملوك ما قبل الطوفان ، وقد كرر في وصاياه لولده أن يتقبل نصائحه وأن يعمل بها ، وألا يحيد عنها (٣) وهاك ترجمة للنص السومري لقصة الطوفان ـ كما هو موجود الآن (٤).
٣٧ سطرا على وجه التقريب مهشمة في بداية النص ، ثم يلي ذلك :
إن البشر عبادي ، وعن الهلاك المحيق بهم سأعمل ... إلى نينتو ... سأعيد مخلوقاتي. سأعيد القوم إلى مواطنهم ، أما المدن ، فحقا سوف يبنون فيها لأنفسهم أماكن للشرائع الإلهية ، وسأجعل ظلالها في سلام ، وأما عن بيوتنا (ربما يعني أماكن الشرائع الإلهية) فحقا سوف يضعون آجرها في أماكن طاهرة ، وهو (أي الإله) قد وجه ... الخاص بالحرم ، وأكمل الشعائر ، والشرائع الإلهية المبجلة ، وعلى الأرض ... قد وضع ... هناك،وبعد أن خلق آتو وانليل وانكى ونينهو رساج البشر«ذوي الرءوس السود (٥)» ،
__________________
(١)J. Mougayrol et J. M. Aynard, La Mesopotamie, paris, ٥٦٩١, p. ٨٥ ـ ٩٥
(٢) «أ» صمويل نوح كريمر : أساطير العالم القديم ، ترجمة د. أحمد عبد الحميد يوسف ، مراجعة د.
عبد المنعم أبو بكر ، ص ٩٧ ، «ب» جيمس فريزر : المرجع السابق ص ١٠٣ ـ ١٠٥ ، «ج» نجيب ميخائيل : مصر والشرق الأدنى القديم ج ٦ ص ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ، «د» رشيد الناضوري : جنوب غربي آسيا وشمال إفريقيا ـ الكتاب الأول ص ٢٢٢ ـ ٢٢٤ ، وكذلك Samuel Noah Kramer, The Deluge, in ANET, ٦٦٩١, P. ٢٤ ـ ٤٤.
(٣) W. G. Lambert, Babylonian Wisdom Literature, Oxford, ٠٦٩١, P. ٢٩ F.
وكذا عبد العزيز صالح : المرجع السابق ص ٤٣٩.
(٤) «أ» محمد عبد القادر محمد : قصة الطوفان في أدب بلاد الرافدين ص ١١٠ ـ ١١٤.
«ب»Jack Finegan, Light from the Ancient past, ٩٦٩١, P. ٠٣ ـ ١٣.
«ج»S. N. Kramer, in ANET, P. ٢٤ ـ ٤٤, and Sumerian Mythology, P. ٧٩ F.
«د» S.Langdon ,Semitic Mythology ,١٣٩١ ,P.٦٠٢ ـ ٨. وكذلك كريمر : من ألواح سومر ص ٢٥٢ ـ ٢٥٩.
(٥) أصحاب الرءوس السوداء : أرضهم سومر ، وهم ليسوا ساميين ولا آريين ، ولغتهم ليست سامية