الزحافات ، وبقي نوح والذين معه في الفلك فحسب (١).
ومضت مائة وخمسون يوما نقصت من بعدها المياه ، حتى إذا ما كان اليوم السابع عشر من الشهر السابع استقرت الفلك على جبل أراراط ، ثم ظهرت رءوس الجبال في اليوم الأول من الشهر العاشر ، ثم تمضي أربعون يوما ، وبعدها يرسل نوح غرابا ثم حمامة تعود بعد فترة ، «لأنها لم تجد مقرا لرجلها» ، ثم يعود نوح فيرسلها ثانية بعد سبعة أيام أخر ، فتعود ومعها ورقة زيتون خضراء ، ويكرر نوح المحاولة بعد سبعة أيام أخر ، فلا تعود إليه الحمامة.
وفي أول الشهر الأول من السنة الواحدة بعد الستمائة من حياة نوح «فإذا وجه الأرض قد نشفت» ، وأمر نوحا أن يخرج من السفين ، وكذا من معه وكل الحيوانات والدواب والطيور ، ويبني نوح مذبحا للرب ويصعد له محرقة ، «فتنسم الرب رائحة الرضا ، وقال الرب في قلبه لا أعود ألعن الأرض من أجل الإنسان .. ولا أعود أميت كل حي كما فعلت» (٢).
«وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم أثمروا واكثروا واملئوا الأرض ، ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الأرض وطيور السماء» ، ثم حرم عليهم قتل بعضهم البعض الآخر ، لأن «سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه ، لأن الله على صورته عمل الإنسان» ، ثم يقيم الله ميثاقه مع نوح وبنيه ومع نسلهم من بعدهم ، فضلا عن الطيور والبهائم وكل وحوش الأرض ، على ألا يكون هناك طوفان بعد اليوم ، ذلك لأن الرب قد وضع قوسه في السحاب كعلامة ميثاق بينه وبين كل ذي جسد على الأرض ، وأنه متى نشر السحاب على الأرض وظهر القوس ، تذكر الرب ميثاقه ، فلا يكون طوفان يهلك كل ذي جسد على الأرض (٣).
وتختم التوراة قصة الطوفان برواية دنيئة كاذبة مؤداها أن نوحا قد شرب مرة بعد
__________________
(١) تكوين ٧ : ١ ـ ٢٣.
(٢) تكوين ٧ : ١ ـ ٢١.
(٣) تكوين ٩ : ١ ـ ١٧.