الثالث عشر : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) [البقرة : ١٢٤] والإمام من يؤتم به والمذنب لا يجوز الاقتداء به في ذنبه.
الرابع عشر : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [البقرة : ١٢٤] فإن كان عهد النبوة ثبت المطلوب ، وإن كان عهد الإمامة فالنبي أولى به ، روي أن خزيمة بن ثابت شهد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم على وفق دعواه فقال صلىاللهعليهوسلم : كيف شهدت لي؟ فقال : يا رسول الله إني أصدقك على الوحي النازل عليك من فوق سبع سموات ، أفلا أصدقك في هذا القدر؟ فصدقه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيه وسماه بذي الشهادتين ، ولو كانت المعصية جائزة على الأنبياء لما جازت تلك الشهادة.
المخالف تمسك في باب الاعتقاد بقوله (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) إلى قوله (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) [الأعراف : ١٩٠] وهذا يقتضي صدور الشرك عنهما. والجواب ما سيجيء في الأعراف إن شاء الله تعالى ، من أن الخطاب لقريش والمعنى : خلقكم من نفس قضى وجعل من جنسها زوجة عربية ليسكن إليها ، فلما آتاهما ما طلبا من الولد الصالح سميا أولادهما الأربعة بعبد مناف وعبد العزى وعبد الدار وعبد قصي. قالوا : إن إبراهيم لم يكن عالما بالله ولا باليوم الآخر لقوله (هذا رَبِّي) [الأنعام : ٧٧] (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [البقرة : ٢٦٠] والجواب : هذا ربي استفهام منه بطريق الإنكار وقوله (لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) أراد به أن يؤكد علم اليقين بعين اليقين فليس الخبر كالمعاينة. قالوا (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ) [يونس : ٩٤] (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) [البقرة : ١٤٧] يدل على أنه كان شاكا في الوحي قلنا : الخطاب له والمراد الأمة مثل (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) [الطلاق : ١]. قالوا في باب التبليغ (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللهُ) [الأعلى : ٦ ، ٧] هذا الاستثناء يدل على النسيان. والجواب عنه أن هذا النسيان نوع من النسخ كما يجيء في تفسير قوله تعالى (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها) [البقرة : ١٠٦]. قالوا (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) [الحج : ٥٢] والجواب سوف يجيء في سورة الحج إن شاء الله تعالى : قالوا : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ) إلى قوله (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ) [الجن : ٢٦ ـ ٢٨] ولو لا الخوف من وقوع التخبيط في الوحي لم يستظهر بالرصد ، قلنا هذا عليكم لا لكم لدلالته على كونهم محفوظين عن التخبط. قالوا في باب الفتيا (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ) [الأنبياء : ٧٨] و (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى) [الأنفال : ٦٧] (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) [التوبة : ٤٣] قلنا : الجميع محمول على ترك الأولى ، وسوف يجيء قصة كل في موضعها على أنا نقول شعرا :