أسكره لذة هذا الخطاب وأخرى أقحمته سطوة هذا العتاب. فقال (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) أي لا تعاقب أمتي إن نسيت عهدك الذي عاهدتهم أن يحبوك ولا يحبوا غيرك ، أو أخطأت طريق طلبك ولكن ما أخطأت طريق عبوديتك فلم يعبدوا غيرك وأنت قلت : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [النساء : ٤٨] (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً) بأن تجعلنا أسرى النفس الأمارة فنعبد عجل الهوى ونار الشهوات كما عبد الذين من قبلنا (وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا) بالصبر عن شهود جمالك (وَاعْفُ عَنَّا) حجب أنانيتنا (وَاغْفِرْ لَنا) بشواهد هويتك (وَارْحَمْنا) برفع البينونة من بيننا (أَنْتَ مَوْلانا) وولينا في رفع وجودنا وناصرنا في نيل مقصودنا (فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) بجذبات عنايتك وأعنا في المصير إليك على قمع كفار الاثنينية التي تمنعنا من وحدتك.
بيني وبينك إنّي يزاحمني |
|
فارفع بجودك إنّي من البين |