عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقف يوم النحر عند الجمرات في حجة الوداع فقال : هذا يوم الحج الأكبر. قال ابن جريج عن مجاهد : يوم الحج الأكبر أيام منى كلها وهو قول سفيان الثوري. وكان يقول : يوم الحج الأكبر أيامه كلها كيوم صفين ويوم الجمل يراد به الحين والزمان ، لأن كل حرب من هذه الحروب دامت أياما كثيرة. وعلى هذا فقد وصف الحج بالأكبر لأن العمرة تسمى الحج الأصغر. وقيل : الحج الأكبر القران والأصغر الإفراد. عن مجاهد أيضا : هذا وقد حذفت الباء التي هي صلة الأذان تخفيفا والتقدير (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وقوله (وَرَسُولِهِ) بالرفع مبتدأ محذوف الخبر أي ورسوله أيضا كذلك ، أو هو معطوف على المنوي في (بَرِيءٌ) أي بريء هو ورسوله. وجاز العطف من غير تأكيد بالمنفصل للفصل. وقرىء بالجر على الجوار أو على أن الواو للقسم كقوله سبحانه (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الحجر : ٧٢] والفرق بين قوله (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ) وبين قوله (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ) أن المقصود من الكلام الأول هو الإخبار بثبوت البراءة ، والمقصود من هذا الثاني إعلام جميع الناس بما حصل وثبت. وأيضا المراد بالأول البراءة من العهد ، وبالثاني البراءة التي هي نقيض الموالاة ، ولهذا لم يصف المشركين ثانيا بوصف معين كالمعاهدة تنبيها على أن الموجب لهذه البراءة وهو كفرهم وشركهم ولهذا أتبعه قوله (فَإِنْ تُبْتُمْ) أي عن الشرك (فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) وفيه ترغيب في التوبة والإقلاع الموجب لزوال البراءة (وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أعرضتم عن التوبة أو بقيتم على التولي والإعراض عن الإيمان والوفاء (فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ) فائتين أخذ الله وعقابه. قال بعض العلماء : قوله سبحانه (فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ) ليس بتكرار لأن الأول للمكان والثاني للزمان. (وَبَشِّرِ) يا محمد أو يا من له أهلية الخطاب. وفيه من التهكم والتهديد ما فيه كيلا يظن أن عذاب الدنيا لو فات وزال خلصوا من العذاب بل العذاب الشديد معدّ لهم يوم القيامة. أما قوله (إِلَّا الَّذِينَ) قد قال الزجاج : إن الاستثناء يعود إلى قوله (بَراءَةٌ) والتقدير : براءة من الله ورسوله إلى المشركين المعاهدين إلا الذين لم ينقضوا العهد. وقال في الكشاف : وجهه أن يكون مستثنى من قوله (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ) لأن الكلام خطاب للمسلمين والتقدير : فقولوا لهم سيحوا إلا الذين عاهدتم ثم لم ينقضوا فأتموا إليهم عهدهم. وقيل : استثناء من قوله (إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ) ومعنى (لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً) لم يقتلوا منكم أحدا ولم يضروكم قط. ومعنى (لَمْ يُظاهِرُوا) لم يعاونوا أي لم يقدموا على المحاربة بأنفسهم ولم يهيجوا أقواما آخرين. وقرىء ينقضوكم بالضاد المعجمة أي لم ينقضوا عهدكم. ومعنى (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ) أدوه إليهم تاما كاملا. قال ابن عباس : بقي لحي من كنانة من