الشهر الحرام فتكرر حرم عليهم واحدا برأيه وعلى وفق مصلحتهم ، وأحل الآخر. وباقي في الآية قد مر في تفسير مثله مرارا والله تعالى أعلم.
التأويل : (قاتِلُوا) النفوس (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) بتعبده (وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) أي لا يعملون للآخرة (وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ) من حب الدنيا فإنها رأس كل خطيئة و (حَرَّمَ رَسُولُهُ) على نفسه (وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ) أي لا يطلبون الحق (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) من النفوس الملهمة بالواردات الربانية (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ) وهي معاملتها على خلاف طبعها (عَنْ يَدٍ) عن حكم صاحب قوة وهو الشارع وقالت يهود النفس أن عزير القلب (ابْنُ اللهِ) وذلك إذا انعكس عن مرآه القلب آثار أنوار الواردات إلى النفس المظلمة فتنورت ، كما أن اليهود لما سمعت التوراة والعلوم التي هم عنها بمعزل من عزير قالوا إنه ابن الله (وَقالَتِ النَّصارى) القلوب إن مسيح الروح ابن الله ، وذلك أن الروح ربما يتجلى للقلب في صفة الربوبية والخلافة مقترنا بصفة إبداع الحق وبتشريف إضافة (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) [الحجر : ٢٩] (يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) وهم النفوس الكافرة الذين (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ) أي قلوبهم (وَرُهْبانَهُمْ) أي أرواحهم (أَرْباباً) والمسيح ابن مريم وهو الخفي وذلك أن الخفي هو أول مظهر للفيض الإلهي الذي منه التربية ثم الروح ثم القلب ثم النفس ثم القالب. فالنفس من قصر نظرها ترى التربية من القالب ، ثم يرتقي نظرها إلى أن ترى التربية من القلب ، ثم يرتقي نظرها إلى أن ترى الكل من الحق فإن رؤية ذلك من شأن القلب كقوله (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) [النجم : ١١] (يُرِيدُونَ) أي النفوس (أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) الذي رش على الأرواح في بدء الخلق (بِأَفْواهِهِمْ) أي بأفواه استيفاء الشهوات واللذات الجسمانيات (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ) وهو النور المرشش بالهداية إلى الله وطلب الحق (لِيُظْهِرَهُ) في طلب الحق على طلب غيره (إِنَّ كَثِيراً) من أحبار القلوب ورهبان الأرواح (لَيَأْكُلُونَ) أي يتمتعون بحظوظ النفس وهواها (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) حرصا وطمعا في الاستمتاع بحظوظ النفوس (وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ) ليقطعوا مسافة البعد عن الله بقدمي ترك الدنيا وقمع الهوى (يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ) الحرص (فَتُكْوى بِها) جباه القلوب والأرواح لأنهم امتنعوا بذلك عن التوجه إلى الحق (وَجُنُوبُهُمْ) حيث لا تتجافى جنوبهم عن مضاجع المكونات (وَظُهُورُهُمْ) حيث لم يقضوا حق التواضع والخشوع فيقال لهم (هذا) الذي أصابكم من ألم الحرمان وعذاب القطيعة بسبب (ما كَنَزْتُمْ فَذُوقُوا) الآن ألم كي نار الحرص لأنكم لم تذوقوه في الدنيا حيث كنتم في منام الغفلة (مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) فيه إشارة إلى أن الطالب المضطر إلى