ورابعا : إنه قد ورد بطرق ليس فيها أحد من الرواة الذين حاول تضعيفهم .. ومن ذلك :
رواية البزار في ( مسنده ) عن عبد الله بن الزبير.
ورواية الخطيب البغدادي في ( تاريخه ) عن أنس.
ورواية الدولابي بالإسناد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ... (١).
ورواية أبي عبدالله القضاعي الأندلسي ، الشهير بابن الأبار ، في ( معجمه ) بالإسناد عن زاذان عن أبي ذر ... (٢).
وخامسا : إنه يشهد بصحة حديث السفينة روايات أخرى :
كالذي أخرجه ابن أبي شيبة عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : « إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح ، وكباب حطة في بني إسرائيل » (٤).
وسادسا : لقد أخرج الحاكم هذا الحديث بطريقين (٥) :
أحدهما : « أخبرني ميمون بن إسحاق الهاشمي ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا المفضل بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذر يقول ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ : أيها الناس ، من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله
__________________
(١) الكنى والأسماء ١ | ٧٦.
(٢) المعجم ـ لابن الأدبار ـ : ٨٧ ـ ٨٩.
(٣) الدر المنثور ١ | ٧١ ـ ٧٢.
(٤) كنز العمال ٢ | ٢٧٧.
(٥) ويلاحظ أنه يصحح أحدهما على شرط مسلم ، ويسكت عن الآخر ، وهذا مما يدل على دقة الحاكم وتثبته في الحديث ، وأنه لم يكن متساهلا في كتابه ـ كما يدعي بعض القوم ـ.