وها هي تلك منتشرة في طول البلاد وعرضها ، تدعو إلى المناظرة بصدر شرحه الله للبحث ، وقلب واع لما يقوله الفريقان ، ورأي جميع ، ولب رصين ، فلا تفوتّنكم أيها الباحثون.
نعم ، لي رجاء أنيطه بكم فلا تخيّبوه ، أمعنوا في أهداف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومراميه في أقواله وأفعاله ، التي هي محل البحث بيننا وبين الجمهور ، ولا تغلبنّكم العاطفة على أفهامكم وعقولكم ، كالذين عاملوها معاملة المجمل أو المتشابه من القول ، لا يأبهون بشيء من صحتها ، ولا من صراحتها ، والله تعالى يقول : ( أنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون ) ( فأين تذهبون ) أيها المسلمون ( إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى ) » (١).
أقول :
لقد حقق أبناء الأمة الإسلامية رجاء السيد رحمهالله ، وتقبله الذين أهدى إليهم المراجعات بقبول حسن ، وأقبلوا عليها خير إقبال ، واستضاء بنورها الكثير منهم ، ورجعوا ببركتها إلى الأصل الديني المفروض عليهم.
وها هي ـ ولا تزال ـ منتشرة في طول البلاد وعرضها ، تدعو إلى المناظرة بصدر رحب شرحه الله للبحث ، كل طالب للحق ، باحث عن الحقيقة ، يريد الخير والصلاح والفلاح لنفسه وللأمة.
لكن « السنة » التي رسمها ابن تيمية في « منهاجه » لها أتباع في كل زمان ، تعلموا منه منطق السب والشتم والبهتان ـ وإن خالفوها في بعض الجهات ، وفي بعض الأحيان ـ (٢) ولم نجد في كلامهم ـ هنا ـ كلمة تستحق الإصغاء والذكر ،
__________________
(١) النص والاجتهاد ـ الطبعة الثانية ـ : ٥٤.
(٢) أعتقد أنه لو كان ابن تيمية في هذا العصر وانبرى للجواب عن « المراجعات » لأنكر قبل كل شيء سفر السيد إلى مصر! وألتقائه بالشيخ هناك! بل أنكر وجود السيد والشيخ في هذا العالم!