عنهم الرجس وطهرهم ؛ تطهيرا واجتناب الرجس واجب على المؤمنين ، والطهارة مأمور بها كل مؤمن ..
قال الله تعالى : ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ) (١) وقال : ( خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكّيهم بها ) (٢) وقال تعالى : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) (٣).
فغاية هذا أن يكون هذا دعاء لهم بفعل المأمور وترك المحظور ، والصديق ـ رضياللهعنه ـ قد أخبر ألله عنه بأنه ( الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ) (٤).
وأيضا : فإن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ( رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) (٥) لابد أن يكونوا قد فعلوا المأمور وتركوا المحظور ، فإن هذا الرضوان وهذا الجزاء إنما ينال بذلك وحينئذ فيكون ذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم من الذنوب بعض صفاتهم.
فما دعا به النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لأهل الكساء هو بعض ما وصف الله به السابقين الأولين.
والنبي دعا لأقوام كثيرين بالجنة والمغفرة وغير ذلك ، مما هو أعظم من
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٦.
(٢) سورة التوبة ٩ : ١٠٣.
(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٢٢.
(٤) سورة الليل ٩٢ : ١٧ ـ ٢١.
(٥) سورة التوبة ٩ : ١٠٠.