التقريب ، ولا أحد من أهل السنة ينتبه بهذا الأمر الخطير » (١).
أقول :
أولا : إن كتاب « سر العالمين وكشف ما في الدارين » لأبي حامد محمد الغزالي ، صاحب إحياء العلوم. وقد نسبه ـ فيمن نسبه ـ إليه كبير الحفاظ والمؤرخين المعتمدين من أهل السنة ، ألا وهو شمس الدين الذهبي ـ المتوفى سنة ٧٤٨ هـ ـ في كتابه المعروف « ميزان الاعتدال » واعتمد عليه ونقل منه ، فلاحظ الكتاب المذكور (٢).
وعلى هذا الأساس نسبته الشيعة إليه ، فلماذا الافتراء؟! ولماذا الانكار من هؤلاء الطلبة الأصاغر المتأخرين لما يقر به أكابر أئمتهم المعتمدين؟!
وثانياً : إن هذا الذي يعترف به ـ متفجعا ـ من أقوى أدلة صحة المراجعات ، واعتبار ما تحتويه من استدلالات ، وإلا فعلماء قومه مقصرون أمام الله والرسول ومشايخ الصحابة المقتدى بهم في مذهبهم! رغم طبعها عشرات المرات كما ذكره ، ورغم أنها تدعو إلى المناظرة بصدر رحب ... كما ذكر السيد رحمهالله.
__________________
(١) مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة ٢ | ٢١٣ ـ ٢١٧ للدكتور ناصر بن عبد الله الغفاري ، وهو رسالة لنيل درجة الماجستير ، أجيزت بتقدير ممتاز! نشر : دار طيبة في الرياض سنة ١٤١٣ هـ في جزءين كبيرين.
(٢) ميزان الاعتدال ، ترجمة الحسن بن الصباح ١ | ٥٠٠.
وممن نسب الكتاب إلى الغزالي : الحافظ الواعظ سبط ابن الجوزي الحنفي ـ المتوفى سنة ٥٨١ هـ ـ صاحب التاريخ الشهير « مرآة الزمان » وغيره من المصنفات ، وله : « تذكرة خواص الأمة » الذي أورد فيه بعض ما يتعلق بأئمة أهل البيت عليهمالسلام ، بأسانيده إلى النبي عليه وآله الصلاة والسلام ، ولأجله رموه بالترفّض مع الثناء عليه ووصفه بالحفظ والفقه كما لا يخفى على من لاحظ ترجمته في « الجواهر المضية في طبقات الحنفية » و « الفوائد البهية في طبقات الحنفية » وغيرهما.