وأما قوله : « إن الأئمة الذين يزري بهم وبأتباعهم كل يجل الآخر ويعترف بعلمه وبفضله » ففيه :
أولا : إنا لم نجد في كلمات السيد إزراء بأحد.
وثانياً : إن ما في كتب تراجم علمائهم وسير رجالهم مما يكذّب دعوى « كل يجل الآخر ... » كثير ... ولو شئت أن أذكر لذكرت ، لكن يطول بنا المقام ، ويكفيك إن تعلم أن مالكا كان يتكلم في أبي حنيفة كما ذكره الحافظ الخطيب في عداد من كان يتكلم فيه ويرد عليه ( تاريخ ١ | ٣٧١ وأن مالكا نفسه تكلم فيه أحمد بن حنبل ( العلل ومعرفة الرجال ١ | ١٧٩ ) وآخرون أيضا ( كما في تاريخ بغداد ١٠ | ٢٢٤ وجامع بيان العلم ـ للحافظ ابن عبد البر
__________________
أقول : كأن هذا الفقيه!! علم أنه لن يفلح بالعمل بمذهب ابن حنبل فالتجأ إلى مذهب أبي حنيفة ، ثم إلى مذهب الشافعي ، فلم ير شيئا من هذه المذاهب بمبرئ للذمة ، ولم يجد فيها ضالته ، وهو يحسب أن لا مذهب سواها! فخرج عن الدين وضل!!
أما التهاون والإخلال بالصلوات ... فهو موجود في أئمتهم في الفقه والحديث ... نكتفي بذكر واحد منهم ، وهو : الشيخ زاهر بن طاهر النيسابوري الشحامي المستملي ـ المتوفى سنة ٥٥٣ هـ ـ الموصوف في كلمات القوم بالشيخ العالم ، المحدث ، المفيد ، المعمر ، مسند خراسان!! الشاهد! العمدة في مجلس الحكم!! والذي حدث عنه ـ في خلق كثير ـ غير واحد من أئمتهم كأبي موسى المديني ، والسمعاني ، وابن عساكر ... فقد ذكروا بترجمته أنه كان يخل بالصلاة إخلالا ظاهرا ، حتى أن أخاه منعه من الخروج إلى أصبهان لئلا يفتضح ، لكنه سافر إلى هناك وظهر الأمر كما قال أخوه ، وعرف أهل اصبهان ذلك ، فترك الرواية عنه غير واحد من الحفاظ تورعا ، وكابر وتجاسر آخرون كما قال الذهبي.
ومن هنا ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ | ٦٤ ، بل أدرجه في الضعفاء ١ | ٢٣٦ ، وابن حجر في لسان الميزان ٢ | ٤٧٠ ، وراجع ترجمته أيضا في سير أعلام النبلاء ٢٠ | ٩ ، والعبر ٢ | ٤٤٥.
وقال الذهبي بترجمة أخيه المشار إليه : « أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي ، أخو زاهر ... كان خيرا متواضعا متعبدا لا كأخيه ».
وهل ينفعه ـ بعد شهادة السمعاني والذهبي وغيرهم ـ الاعتذار له بشيء من المعاذير؟!
ولو شئت أن أذكر المزيد لذكرت!!