قالَ أجل فهل تُسمّى غير ذا |
|
قالوا بلى هذي تسمّى كربلا |
(كربلاء) : بالمدّ ، موضع في طرق البريّة عند الكوفة. فأمّا اشتقاقها فمن كربلة ، والكربلة : رخاوة القدمين ، يُقال : جاء يمشي مكربلاً ، فيجوز أن تكون أرض هذا الموضع رخوة فسمّيت بذلك. والكربل : اسم نبت (الحماض) ، فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر هناك. وتقع كربلاء على خطّ الطول ٤٣ درجة و ٥٥ دقيقة شرقي (غرنج) ، وعلى خطّ العرض ٣٤ درجة و ٤٥ دقيقة تقريباً شمال خطّ الاستواء ، وفي المنطقة المعتدلة الشمالية. ذكر المؤرّخون أنّ كربلاء كانت في عهد البابليّين معبداً لسكان بلدتي نينوى وعقر بابل الكلدانيتين الواقعتين بالقرب منها ، والاسم محرّف من كلمتي (كرب) بمعنى مصلّى ، أو معبد ، أو حرم ، و (أبلا) بمعنى إله باللغة الآرامية ، أي حرم الإله (١). ولمّا فتح الساسانيون العراق على عهد (شابور ذي الأكتاف) قسّموا العراق إلى إستانات (٢) ، وكلّ إستانة إلى (طسج) (٣) ، وهذه الطساسيج إلى رساتيق (٤) ، فأصبحت الأراضي الواقعة بين (عين التمر) (٥) والفرات طسجاً من طساسيج الإستانة ، وسمّيت (بهفباد الأوسط). وكانت تتألف من ستة طساسيج : طسج بابل ، طسج خطرنية ، طسج فلوجة الفلى ، طسج فلوجة العليا ، عين التمر ، طسج النهرين. وفي طسج النهرين يقول دعبل بن علي الخزاعي (٦) في قصيدته التائية :
__________________
(١) خطط الكوفة ـ للمستشرق ماسنيون الإفرنسي ـ ترجمة تقي الدين المصعبي.
(٢) الإستانة : ولاية.
(٣) الطسج : أي قضاء.
(٤) رساتيق والرستاق الناحية.
(٥) المعروفة اليوم ـ بشفاثة ـ.
(٦) هو دعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم الخزاعي ، ويكنّى أبا علي ، وهو شاعر مطبوع ، وكان شاعر الرضا (عليه السّلام) ، والمنشد له قصيدته التي يقول في مطلعها :