عند جميع أهل نجد ؛ باديتها وحاضرتها (١). وقال الفرآء : وهو دون النقرة ، والعامة تقول : العمق بضمتين ، وهو خطأ. وبه قصر ومسجد وبئر تُعرف بالخضراء من عمل المنصور لا تنزح ، وبئر تُعرف بالروحا من عمل البرامكة ، وبئر تُعرف لمحمد بن الفضل التاجر ، وبئر تُعرف بأبي طاهر الزبيدي ، وبئر السدرة ضيّقة الرأس ، وبئر الحمام وذات القرنين ، واُخرى تُعرف ببئر العلم ، وبها بركة نائية عن الطريق مربّعة تُعرف بنعيم. ومن العمق إلى المعدن اثنان وعشرون ميلاً ، والبريد السادس وأربعين قبل الصفحة بأربعة أميال ، والصفحة على عشرة أميال من المعدن عند المتعشى ، وهي بركة تسمّى الصفحة ، وهي صفاح شروري مربّعة. ويقال لهذا الموضع : بهوى ؛ وادٍ حسن واسع على ستة أميال من العمق ، يسير بين جبلين ، يسمّى أحدهما شروري ، وهو الجبل الذي فيه الجن ، وتسير في أرضه لينة. أنشد بعض الأعراب :
كأنّها بين شروري والعمقْ |
|
وقد كساها السيرُ حبلاً من عرقْ |
نـواحةً تـلوي بـجلبابٍ خلقْ
قالوا : زعم جعفر بن الحسين اليقطيني ، عن عيسى بن عبيد بن يقطين قال : احتفر يقطين بن موسى بئر العمق من ماله ، فخرجت أعذب بئر ، فأمر له المهدي بما أنفق عليها فأبى قبوله ، وأخبر أنّه فعل ذلك لله (عزّ وجلّ) ، فسأله المهدي أن يجعل له حظّاً في أجرها ، فجعل له الثلث. قالوا : وليس في الطريق أعذب من ماء العمق. وقبل المعدن بثلاثة أميال (يمنة) موضعٌ يُعرف ببستان اُمّ صالح ؛ واُمّ صالح : امرأة من أهل المعدن حفرت في هذا الموضع بئرين ، وأحدثت عليهما بستاناً ، فاشتراه منها ابن نهيك ، ثمّ قبضها المهدي. وهي ناحية عن الطريق ، وكان الطريق عليها فحوّل ؛ لأنّ هذا أقرب بميل (٢). و (الشرى) : مأسدة جانب الفرات يضرب بها المثل ، ولقد اجتاز الحسين (عليه السّلام) هذا المنزل (العمق) إلى السليلية.
__________________
(١) انظر صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار ـ محمد بن عبد الله بن بليهد ٥ / ٦٥.
(٢) عن المخطوط.