أرض بيضاء وفيها حجارة سود ، ولمع من سواد وغيره. وللشعراء في أشعارهم ذكر للقاع. قال الشريف الرضي (ره) (١) :
أَيا أَثَلاتِ القاعِ كَم نَضحُ عَبرَةٍ |
|
لِعَيني إِذا مَرَّ المَطيُّ بِذي الأَثلِ |
وَيا عَقَداتِ الرَملِ كَم لِيَ أَنَّةٌ |
|
إِذا ما تَذَكَّرتُ الشَقيقَ مِنَ الرَّملِ |
وقال الطغرائي يذكر القاع والأثلات (٢) :
أيا أثلاتِ القاعِ أمّا عروقُها |
|
فَريَّا وأمَّا ظِلُّها فظليلُ |
لكِ اللّهُ هل مرَّتْ بقُربكِ رُفقةٌ |
|
وأنضاءُ عِيسٍ سيرُهنَّ ذميلُ |
وللأرجاني يذكر القاع بقوله (٣) :
صلي حبلَنا يا ظبيةَ القاعِ أو قفي |
|
قليلاً ولا تخشي تعرّض نابلِ |
فما يطمعُ القنّاصُ فيكِ وإنّما |
|
تعلّمَ من عينيكِ رمي المقاتلِ |
وعلى ثلاثة أميال من العقبة بينها وبين القاع شعب غير مضاف كما ذكره السكوني هو ماء (٤). قلت : وانتحى في الأمر : جدّ فيه. قالوا : وأقلع الحسين بركبه مجدّاً بالسير إلى العقبة.
(العقبة) : بالتحريك ، وهو الجبل الطويل يعرض للطريق فأخذ فيه ، وهو طويل صعب إلى صعود الجبل ، والعقبة : منزل في طريق مكّة بعد واقصة. وبين العقبة والقاع بقرب الجادة قصر يُقال له : قصر حمران (٥). قال ابن جبير (٦) عند ذكر العقبة : صعدنا العقبة وليست بالطويلة الكؤود ، ولكن ليس بالطريق وعر غيرها ، فهي شهيرة بهذا السبب. ونزلنا عند ارتفاع النهار على مصنع دون ماء ، وجزنا مانع كثيرة ، وما منها مصنع إلاّ وإلى جانبه قصر مبني من قصور الأعراب
__________________
(١) انظر ديوان الشريف الرضي.
(٢) انظر ديوان الطغرائي.
(٣) انظر ديوان الأرجاني.
(٤) انظر الحموي ـ المشترك ـ ص ٢٧٤ ، طبع غوتنجن ، ألمانيا.
(٥) انظر الحموي ـ المشترك ـ ص ١٤٥ ، طبع غوتنجن ، ألمانيا.
(٦) انظر رحلة ابن جبير.