آل العبا تحت رداء الجهاد والشفقة من نبينا صلى الله عليه وسلم ولا بد من أن نظفر بالعدو ونظهر عليه ونركز الهلال العثماني لا في البصرة فقط إذ هي مآلنا بل نركزها في الأقطار البعيدة والمواطن الشاسعة ولا تستطيع يد الوقائع أبدا أن تستخرج الراية العثمانية التي ركزت أو التي ستركز في المواقع من تلك الأقطار الإسلامية أقول مقالتي هذه ولست ببانيها على ما تسوله الظنون أو تتوهمه المخيلات بل هي مبتنية على المشهودات والمحققات ، كيف لا وأنّا قبل أشهر معدودات كنّا نشاهد ما في خليج البصرة وفي حوالي السواحل من الشقاق والنفاق ينشآن وينموان على التمادي بأيد خفية إلا أن الألواح التي لمعت عند انكشافها أمام بصائرنا في هذه الأيام أهدت إلينا عبرا وطدت بها الاطمئنان في أفئدتنا هؤلاء شجعان الأتراك وأشاوسها قد جاؤوا مسرعين من شمالي أقسام الوطن يحثون السير ليدافعوا بدمائهم عن القسم الجنوبي منه تحت قيادة قائد شاب لا ندّ له متين منور الفكر يحتقر الحياة بحيث ترك أساطير الأبطال متحيرة بما يبديه من الشجاعة والبسالة وفي جانب هذه الكتيبة المجسمة من الحمية من أبناء العرب والأكراد الذين جمعهم الإخلاص والإيمان وجادوا بأرواحهم منادين به الدولة والدين فدونك هذا قسم الفيلق الشريف السلطاني الزاحف إلى البصرة فيلزمنا أن نحيّي أولئك الأسود الضياغم في هذا اليوم بتحايا التبجيل ونلقي إليهم الشكر والتمجيد من مكاننا هذا.
وها أن قلبي ما فاز بما أمله من الآمال النسبية قبل خمس سنوات ونصف في البصرة إلا أنه قد وجد نوعا من جوهر الانشراح في الموصل فإني لما حللتها كانت النوائب تدوي من جهة البلقان فتحدث إذ ذاك عكوسا وزلازل تستلب بها صموت تلك الآفاق المتوكلة وسكونها حيث إن بعض الأراذل وشرذمة من الأنذال العارين عن الوطنية الخالين عن الإيمان الألداء على سكونة التربة التي ولدوا عليها والمحل الذي نشأوا