المهمل من العمران والرفاه وها إني أتمنى التوفيق عموما وخصوصا.
وبقيت لي كلمة أخرى أني كنت بدأت بخطابي هذا بعبارة أتيت بها جامعا بين الإسلامية والعثمانية في هذه الأسطر نعم : أن العثمانية كما كانت في الماضي والحال فهي في المستقبل أيضا قوامها وقدرتها بالإسلامية ولو لم تكن كذلك لانمحت والعياذ بالله ومع ذلك يجب علينا أن نعترف بالإنصاف ونقول أن الذي حمل عرش إجلال الإسلامية على كتف حمايته منذ ستمائة سنة هو الدولة العثمانية ولو لم تكن هذه الدولة لبقيت الإسلامية يتيمة فيما بين البشر فلندع المولى تعالى بتعالي شأنهما ولنعمل بالجد والاجتهاد.» ا ه (١).
وهذه الخطبة تعين الحالة الحربية ، وما يكابده المسلمون والأقوام الشرقية من ألم وحرب وويلات ، كانوا هم المقصودين من إثارتها. ولكن الله تعالى لم يشأ أن يهلك الإسلام ، ولا أن يذله تجاه الظلم والقسوة. خرجت الدولة العثمانية مخذولة ولكنها استعادت نشاطها بعد مدة يسيرة ، وحافظت على استقلالها ، ولا تزال الأمم تجادل عن نفسها.
وسليمان نظيف بك من الأدباء الأفاضل والكتاب المشاهير ، وأصحاب الإدارة الفائقة والعلم الجمّ ، والبصيرة بالأمور ، ويعد معتدلا في أوضاعه ، ولم نشاهد منه معاكسة لرغبات الأهلين ، ولكن الاستفادة منه كانت قليلة من جراء حالة الحرب ، والأوضاع الرديئة الناجمة منها. لم يعلم عنه سوء إدارة ، ولا ما شوهد من الولاة الآخرين. وللأسف جاء إلى العراق بل إلى بغداد في وقت عصيب. ويعين حبّه للعراق ما كتبه من آثار بعد ذلك ، ومن ثم يفهم ما كان يضمره من نوايا طيبة ، وما يتألم به من فراق.
__________________
(١) الزوراء عدد ٢٥٠٦ في ٢٤ ربيع الآخر سنة ١٣٣٣ ه.