مسموعة بالذات والأوامر المؤكدة الأخيرة في تأمين الحقوق أعلنت أيضا فلا مجال لتفصيلها وتكرارها ، والمطلوب رؤية آثارها فعلا ومادة. ولا شك أن ملتزمي العفة والاستقامة طالبي الرضى ومن يقومون بحسن الخدمة يكونون مظهرا للتلطفات السنية وفي خلاف ذلك يشاهد عكس القضية وبقي شيء وهو أن العساكر السلطانية وهم مدار الأمن والراحة وأقدم افتخارات الجميع منّا قد فوضت أيضا إدارتهم في الجهات الكلية لنا ، أعني أن هذا الشرف أيضا جعل علاوة على ألطاف ولي النعمة الكثيرة الجليلة الذي أنا بالذات عاجز عن إيفاء ذرة من تشكراتها ومن أجل ذلك سأسعى لأداء المحمدة المترتبة على هذا أيضا بالاهتمام بحسن إدارة الصنوف العسكرية مرفهين وتحكيم الأمنية والاستراحة العمومية وإدامتها.
ولا أمضي عن هذه الجهة أيضا وهي أن استمدادي في كل أمر وتشبثي هو من عون عناية حضرة الإله الباري العظيم ، ومن الروحانية الجليلة من النبيّ المصطفى الرؤوف الرحيم ، عليه أفضل الصلوات وأكمل التسليم وكذلك موفقية الملك الأعظم كل هذه مدار استنادي ومكان اعتمادي.
ثم إنّا نكتفي بهذا القدر لأن الوقت وقت صيام والشهر شهر رمضان ونختم القول بالدعاء والمناجاة لجناب مجيب الدعوات بأن يصير الجميع منّا مظهرا للتوفيقات والتأييدات (١) ..
وهذه ترجمة الفرمان :
«يا أيها الدستور المكرم ، والمشير المفخم ، نظام العالم ، مدبر
__________________
(١) الزوراء عدد ٥٧٥ في ١٩ شهر رمضان سنة ١٢٩٢ ه وهذا نقل بوضعه وسبكه عينا وعلى علّاته.