ولما لم يصل جواب ما نصحه به تحرك بما لديه من قوة ، وبعد مضي ثلاث ساعات شاهد مقاومة العشائر له ، فكان ما كان (١). فانتصر على السعدون.
هذا. وقد اشتهرت هذه الواقعة ، وحفظت فيها أناشيد وأغاني عامية مما يعيّن درجة تأثيرها ، ولكننا نجد الآثار المدوّنة من قبل العراقيين قليلة. فقد ذكرها الأستاذ محمود الشاوي في تاريخه.
ثم جاءت الجوائب تذكر أن منصور باشا من أمراء المنتفق سيقدم إلى استنبول. وإن رئيس مجلس التجارة في البصرة قاسم باشا آل زهير ورد بغداد ، ونشرت مضبطة مؤيدة لما يهدف ، ومندّدة بآل السعدون وأنهم متغلبة واستعرض أهل البصرة تاريخ المنتفق وما نالهم من السعدون وهذه صورتها :
«إن إمارة المنتفق كانت متغلبة علينا وعلى أملاكنا وكثير منا من ترك أملاكه إذ ذاك ونجا بنفسه لكثرة ظلمهم وجورهم عدا الأملاك التي اغتصبوها منّا. ولما منّ الله علينا بحكومة منيب باشا في عهد نامق باشا والي بغداد وقتئذ حارب الموجودين من هذه العشيرة في أطراف البصرة ، فغلبهم وطردهم وأراحنا من تعديهم وظلمهم ، فملكنا غاية الراحة ، غير أنهم بواسطة بقائهم في المشيخة بقيت الأملاك التي اغتصبوها أولا بأيديهم لما ساعدتهم الولاة وغيروا اسم المشيخة باسم (القائممقامية) ، ثم (المتصرفية) وما زالوا على ما هم عليه. ثم لما أدركتنا العناية الرحمانية بولي أمرنا والينا الأسبق (والي البصرة) عبد الله باشا ، وبعده ثابت باشا ، لم يخرجا عن دائرة العفة والاستقامة فلما رأى آل السعدون وعشائرهم ذلك سعوا في تغيير الحال وإلا فلا يمكنهم الوصول إلى
__________________
(١) نجد قطعه سنك أحوال عموميه سي ص ١٢٢.