تصنيف كتابه المسمى «بتهذيب العرب» (١) فأعانه في جمعه كثرة ما صنف بخراسان من هذا الشأن في ذلك الوقت وقبله بكثير ، كتصنيف أبي تراب ، وأبي الأزهر ، وغيرهما ممن اعتمد الجمع والتكثير».
ومن أبرز شيوخه في هراة كما يفهم من تتبع رواياته في «التهذيب» :
١ ـ أبو الفضل محمد بن أبي جعفر المنذري الهروي المتوفى سنة ٣٢٩ ه. وهو أكبر شيوخه ، وممن قرأ على ثعلب والمبرد. وفيه يقول ياقوت (٢) : «وهو نحوي لغوي مصنف في ذلك ، وهو شيخ أبي منصور محمد بن أحمد الأزهري الذي أملى كتاب «التهذيب» بالرواية عنه».
وفي هذا التعبير من ياقوت مبالغة واضحة ، كما سيأتي عند الكلام على منهج الأزهري في تأليف «التهذيب».
٢ ـ أبو محمد المزني ، واسمه أحمد بن عبد الله ، وكان يقال له ببخارى «الشيخ الجليل». وهو من أهل هراة كما ذكر السمعاني (٣) ، قال الحاكم في «تاريخ نيسابور» : «كان إمام أهل العلم والوجوه وأولياء السلطان بخراسان في عصره بلا مدافعة» سمع بهراة ونيسابور ومروالروذ ونسا وجرجان وبغداد والكوفة والبصرة والأهواز ومكة ومصر والشام. وتوفي سنة ٣٦١ ه.
ويروي الأزهري عنه رواية عن أبي خليفة الفضل بن الحباب عن أبي محمد القاسم بن سلام.
٣ ـ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نسبة إلى «بغ» أو «بغشور» ، وهي بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة. ولد سنة ٢١٢ ه وتوفي سنة ٣١٧ ه كما ذكر السمعاني.
٤ ـ أبو بكر بن عثمان. ذكره الأزهري في المقدمة (ص ٢٢) في ترجمة أبي حاتم السجستاني حيث ذكر كتاب السجستاني في القراءات ، قال : «قرأه علينا بهراة أبو بكر بن عثمان».
٥ ـ أبو محمد عبد الله بن محمد بن هاجك.
__________________
(١) كذا. واسمه الصحيح «تهذيب اللغة». مقدمة «التهذيب» (ص ٥٤).
(٢) «معجم الأدباء» (١٨ / ٩٩).
(٣) «الأنساب للسمعاني» ٥٢٧.