وقوله تعالى : ( إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كاموا يفسقون ) (١). ونستظهر في الرجز الإرسال والإنزال من السماء بضرس قاطع وأمر كائن باعتبار آخر العلاج بعد التحذير والإنذار.
٢ ـ وحينما نقارن لفظ « الرجز » بمثيله معنى ومبنى « رجس » وهي مكونة كتكوينها في الراء والجيم ، والسين كالزاي من حروف الصفير شديدة الاحتكاك في مخرج الصوت ، ولها ذات الإيقاع على الأذن ؛ حينما نقارن صوتياً ودلالياً بين الصوتين نجد المقاطع واحدة عند الانطلاق من أجهزة الصوت ، ونجد المعاني متقاربة في الإفادة ، فقد قيل للصوت الشديد : رجس ورجز ، وبعير رجاس شديد الهدير ، وغمام راجس ورجاس شديد الرعد.
قال تعالى : ( قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب ) (٢).
وقال تعالى : ( ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) (٣).
كل هذه الاستعمالات متواكبة دلالياً في ترصد العذاب وصبّه وإنزاله ، وهذا لا يمانع من أن تضاف للرجس جملة من المعاني الأخرى لإرادة الدنس والقذارة ومرض القلوب ، وحالات النفس المتقلبة ، نرصد ذلك في كل من قوله : ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) (٤).
وقال تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) (٥).
وقال تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (٦).
وقال تعالى : ( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وما توا وهم كافرون ) (٧).
__________________
(١) العنكبوت : ٣٤. (٢) الأعراف : ٧١. (٣) يونس : ١٠٠. (٤) المائدة : ٩٠. |
(٥) الحج : ٣٠. (٦) الأحزاب : ٣٣. (٧) التوبة : ١٢٥. |