د ـ ( فأستفغر ربه وخر راكعا وأناب ) (١).
فإن هذا اللفظ وقد جاء بصيغة واحدة في عدة استعمالات ، يدل بمجمله على السقوط والهوي ، وهذا السقوط ، وذلك الهوي : مصحوبان بصوت ما ، وهذا الصوت هو الخرير ، والخرير هو صوت الماء ، أو صوت الريح ، أو صوتهما معا ، فالحدث على هذا مستل من جنس الصوت ، ومن هنا يستشعر الراغب ( ت : ٥٠٢ هـ ) دلالة اللفظ الصوتية فيقول :
« فمعنى خرّ سقط سقوطاً يسمع منه خرير ، والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك مما يسقط من علو ؛ ..
وقوله تعالى : ( خروا سجدا ) (٢) فاستعمال الخر تنبيه على اجتماع أمرين : السقوط ، وحصول الصوت منهم بالتسبيح ، وقوله من بعده ( وسبحوا بحمد ربهم ) (٣). فتنبيه أن ذلك الخرير كان تسبيحاً بحمد الله لا بشيء آخر » (٤).
ووجه الدلالة فيما يبدو أن الخر يأتي بمعنى السقوط من شاهق ، وأن الخرير إنما يستعمل لصوت الماء أو الريح أو الصدى محاكياً لهذا اللفظ في ترديده ، فلم يرد مجرد السقوط من « خر » وإنما أراد الصوت مضافاً إليه الوقوع والوجبة في إحداث هذا الصوت ، وكانت هذه الإضافة الدلالية صوتية سواءً أكانت في صوت الماء ، أم بالوقوع والسقوط ، أم بالتسبيح. والله أعلم.
٢ ـ مادة « صرّ » في كلمة « صر » من قوله تعالى :
( كمثل ريح فيها صر ) (٥).
أو كلمة « صرصر » في كل من قوله تعالا :
أ ـ ( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية ) (٦).
__________________
(١) ص : ٢٤. (٢) السجدة : ١٥. (٣) السجدة : ١٥. |
(٤) الراغب ، المفردات : ١٤٤. (٥) آل عمران : ١١٧. (٦) الحاقة : ٦. |