ب ـ حذف حرف ما في الفاصلة رعاية للنسق القرآني.
جـ ـ تأخير ما حقه التقديم ، وتقديم ما حقه التأخير ، عناية بالسياق.
د ـ ختم كلمة المقطع من الفاصلة بحروف المد واللين وإلحاق النون ـ أحياناً ـ للتمكن من التطريب.
٤ ـ الإيقاع الصوتي في موسيقى الفواصل ، وقد عالج موافقة جملة من الآيات في فواصلها وزنتها لجملة من بحور الشعر العربي ، وقد ربط البحث مثل هذه السمات بالإيقاع الصوتي ، وفسر ظواهرها صوتياً ، لدفع بعض الشبهات حول القرآن ، لأنه قد وجد فيه ما وافق شعراً موزوناً ، وكان وجود الفاصلة فيه هو الذي جعله كلاماً ذا وزن إيقاعي ينظر فيه إلى غرضه الفني مضافاً إليه الغرض التشريعي ، وهما متعانقان. وتلك ميزة ناصعة من مزايا الآيات باعتبار العبارات.
الفصل السادس ، وكان بعنوان : الدلالة الصوتية في القرآن وقد عالج بأصالة استنتاجية مظاهر الدلالة الصوتية في إذكاء حرارة الكلمة القرآنية ، وتوهج عباراته ، فلمس اللفظ المفرد ، وتناغم الكلمة الواحدة في وقع الجرس الموسيقي للصوت ، واقتصر على مظاهر الدلالة في مجالات قد تكون : متقابلة ، أو متناظرة ، أو متضادة ، أو متوافقة ، وقد كونت هذه الإشارات المركزة بمجموعها أبعاد الدلالة الصوتية في القرآن ضمن المفردات المدروسة الآتية :
١ ـ دلالة الفزع الهائل : وقد كشفت عن طائفة من الألفاظ التي استعملها القرآن تم اختيارها صوتيا بما يتناسب مع أصدائها في السمع أو النفس أو الخارج ، واستوحى دلالتها من جنس صياغتها ، فكانت دالةً على ذاتها بذاتها في الفزع والاشتباك والخصام والعنف.
٢ ـ الاغراق في مدّ الصوت واستطالته ، وكشف عن مقاطع صوتية مغرقة في الطول والمدّ والتشديد رغم ندرة صيغة هذه المركبات الصوتية في اللغة ، ونجد القرآن يستعمل أفخمها لفظاً ، وأعظمها وقعاً ، فيستلهم من دلالتها صوتياً مدى شدتها وهدتها ، وتستوحي أهليتها بالتلبث الدقيق ، أو تستقري أحقيتها بالترصد والتفكير الحصيف.