بذلك تأهيل تسمية الشيء باسم صوته ، وذلك من دقائق القرآن.
٨ ـ اللفظ المناسب للصوت المناسب : ورأيت أن القرآن الكريم قد اختار اللفظ المناسب للصوت المناسب في الموقع المناسب ، فجاء كل لفظ بمكانه الصوتي من العبارة القرآنية أو الجملة أو الآية ، ولاحظت أن استنباط كل هذه المقاسات صوتياً يوحي باستقلالية الكلمة المختارة لدلالة أعمق ، وإشارة أدق ، بحيث يتعذر على أية جهة فنية استبدال ذلك بسواه ، إذ لا يؤدي غيره مراده ، وذلك معلم واضح من معالم الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن.
* * *
كانت هذه أهم النتائج في مفردات البحث ، وخلاصة للجهود الصوتية فيه على وجه الإشارة والتمثيل ، فشكلت بضم بعضها إلى بعض حياة جديدة في مناخ القرآن لا أحسبها قد عولجت من ذي قبل باستقلالية منظمة ، فدل ما ورد في البحث بكل جزئياته وشذراته المتناثرة بين طياته على لمح ذي شأن في أشعة هذا القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم ، عسى أن يكون لنا ذخراً يوم الدين ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وأصحابه المنتجبين وسلم تسليماً كثيراً.