فائدة. وأعرضت عن التصحيفات السطحية التي يدركها كل قارىء ، ولا تقدّم فائدة تذكر.
ثم رجعت إلى مطبوعة «التصريف الملوكي» ، فعارضت بها ما أورده ابن يعيش من عبارات مؤلفه ، وأثبتّ ما جاء من خلاف بين الكتابين. وقد أوضح هذا أن ابن يعيش قد تصرّف أحيانا ، فبدل العبارة ، أو أسقط منها ما يستغنى عنه ، أو ما يعرقل سياق النص ، ويحول دون التسلسل والاستقامة.
وفي عناوين الكتاب ، استعنت بما أثبته ابن يعيش ، ثم أضفت إليه بعض الكلمات ، ليتيسر للقارىء والدارس أمر المراجعة فيه ، والبحث عن المسائل والموضوعات.
وأضفت إلى ذلك كله معارضة نصوص الكتاب بما يقابلها في «شرح المفصل» ، وأحلت على تلك المواطن التي تلتقي أو تتفق. وقد ثبت لي ، من هذا الصنيع ، أن المصنف كان ينقل ، في شرح المفصل ، كثيرا جدا من نصوص هذا الكتاب.
وختاما أدعو الله أن يقبل مني ما بذلت ، ويغفر لي ما اجترحت ، ويسدد الخطى ، ويجزل الثواب. وهو نعم المولى ، ونعم النصير.
حلب الخميس ٤ صفر ١٣٩٣
٨ آذار ١٩٧٣
الدكتور فخر الدّين قباوه