إلى أصلها ، من نحو قولك في التصغير : مييسر ، ومييقن ، وفي التكسير : مياسير ، ومياقين.
وقوله «غير مدغمة» احتراز (١) من «العيّل» (٢) و «السّيّل» (٣) ، لأنّ الياء قد تحصّنت بالإدغام ، فلم تقلب. وسيأتي ذلك مستوفى.
وقد (٤) تقدّمت العلّة في قلب الواو ياء (٥) ، إذا سكنت وانكسر ما قبلها ، وهو شبهها بالألف. وفي ذلك غير ما تقدّم ، وهو أنّ هذه الحركات أبعاض هذه الحروف ، ونائبات عنها في كثير من المواضع ، على ما تقدّم شرحه. فإذا نطقت بالضّمّة فقد نطقت ببعض الواو ، فآذنت بتمامها. فإذا رجعت عنها إلى الياء فقد نقضت أوّل كلامك بآخره ، وخالفت بين طرفيه. فإذا بدأت بالضّمة ، وجئت بالياء ، فقد جئت بغير المتوقّع ، وذلك ـ وإن كان مستقلا ـ فليس بالمستحيل كاستحالة مجيء الألف بعد الكسرة
__________________
(١) ش : احترازا.
(٢) العيل : حمل عائل وهو الفقير. وانظر ٢١٥ ـ ٢١٦.
(٣) السيل : جمع سائل ، من سال يسيل. وانظر ٢١٥ ـ ٢١٦.
(٤) سقط من ش.
(٥) انظر ١٠٣ ـ ١٠٤.