والأصل ، فاء كانت الهمزة أو عينا. وذلك نحو : وجوه و «أجوه» ، وأثوب و «أثؤب».
وصار ذلك قياسا مطّردا ، كرفع الفاعل ونصب المفعول ، وذلك لكثرة ما ورد عنهم من ذلك ، مع موافقة القياس ؛ ألا ترى أنّ الضمّة تجري عندهم مجرى الواو ، والكسرة مجرى الياء ، والفتحة مجرى الألف. ويسمّون الضّمّة الواو الصغيرة ، والكسرة الياء الصغيرة (١) ، والفتحة الألف الصغيرة. وكانت هذه الحركات أوائل هذه الحروف ، إذ الحروف تنشأ عنها ، في مثل : «الدّراهيم» ، و «الصّياريف» ، و «لم تهجو ولم تدعي» (٢). وكانت الواو تحذف للجزم في نحو : لم يدع ، ولم يغز ، كما تحذف الضمّة في نحو : لم يضرب ، ولم يخرج.
فلمّا كان بين الحركات والحروف هذه المناسبة أجروا الواو
__________________
(١) سقط «والكسرة الياء الصغيرة» من ش.
(٢) في حاشية الأصل : «صدره :
هجوت زبّان ، ثم جئت معتذرا |
|
من هجو زبّان ، لم تهجو ، ولم تدع». |
والبيت لأبي عمرو بن العلاء ، وهو زبان. انظر تخريجه في الممتع ص ٥٣٧.