وتكون على حرفين ، نحو : من ، وهل ، وأم ، ولم ، وشبه ذلك.
وتكون على ثلاثة أحرف ، نحو : نعم ، وأنّ ، وليت.
ولا يجيء من الحروف ما هو على أربعة أحرف ، إلّا وأن يكون الرابع حرف لين ، نحو : حتّى ، وإلّا ، وأمّا ، لأنّ حرف اللّين يجري مجرى الحركة والزيادة للاطلاق. كأنّ ذلك لنقص الحروف عن درجة الأفعال ، كما نقصت الأفعال عن درجة الأسماء.
فإن قيل : إنّ في الحروف نحو : كأنّ ، ولعلّ ، ولكنّ ، وهي على أكثر من ثلاثة أحرف ، وليس فيها حرف لين! فالجواب : أمّا «كأنّ» فمر كبّة (١) ، وأصلها «إنّ» / دخلت عليها كاف ٩ التشبيه ، وركّبت معها كما ركّبت مع «ذا» و «أيّ» ، في «كذا» و «كأيّ». فإذا قلت : كأنّ زيدا الأسد ، فأصله : إنّ زيدا كالأسد. فلمّا تقدّمتها الكاف فتحت لها الهمزة ، كما تفتح مع سائر حروف الجرّ ، نحو : لأنّ ، وبأنّ. والفصل بينهما أنّ التشبيه في الفرع أقعد ، لأنّك تبني كلامك على التشبيه من أوّل الأمر. وفي
__________________
(١) انظر شرح المفصل ٨ : ٨١ ـ ٨٣.