الأصل يمضي صدره على اليقين ، ثمّ يسري التشبيه من آخره إلى أوّله.
وأمّا «لعلّ» فهي (١) : «علّ» زيدت عليها اللام ، على حدّ زيادتها في قوله تعالى (٢)(إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ) في قراءة من فتح «أنّ» (٣). ودلّ على ذلك حذفهم إيّاها كثيرا. قال الشاعر (٤) :
علّ الهوى ، من بعيد ، أن يقرّبه |
|
أمّ النّجوم ، ومرّ القوم بالعيس |
وقال الآخر (٥) :
* يا أبتا علبّك ، أو عساكا*
وذهب الكوفيّون إلى أنّهما لغتان ، والأوّل أشبه وأقيس.
وأما «لكنّ» فحرف (٦) نادر البناء ، لا مثال له في الأسماء
__________________
(١) انظر شرح المفصل ٨ : ٨٧ ـ ٨٨.
(٢) الآية ٢٠ من سورة الفرقان.
(٣) في الأصل : إنّ.
(٤) جرير. ديوانه ص ٣٢٢ وشرح المفصل ٨ : ٨٧. والأم : القصد والتوجه ، يريد : الاهتداء بالنجوم. والمر : الاسراع.
(٥) رؤبة ، وقيل : هند بنت عتبة. انظر ١٧٣.
(٦) انظر شرح المفصل ٨ : ٧٤ و ٧٩ ـ ٨١.