وأما المجزوم من هذه الأفعال ، والموقوف آخرها للبناء ، من نحو : لم يغضّ ، ولم يفرّ ، ولا تغضّ ، ولا تفرّ ، وغضّ ، وفرّ ، فإنّ أهل الحجاز لا يرون إدغام ذلك ، لسكون آخره ، وأنت لا تدغم إلّا في متحرّك. فيأتون به على الأصل ، ويقولون : لم يغضض ، ولم يفرر ، ولا تغضض ، ولا تفرر ، واغضض ، وافرر.
وبنو تميم ، وغيرهم من العرب ، يدغمون ذلك كلّه ، ويشبّهونه بالمعرب ، من حيث أنّه قد تتعاقب عليه الحركات ، لالتقاء الساكنين ، كما تتعاقب حركات الإعراب على المعرب ؛ ألا ترى أنك تقول : اردد ابنك ، واردد القوم ، ولا تردّنّ. قال الله تعالى (١) : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ.) كأنهم نزّلوا الحركة العارضة منزلة اللّازمة في «يشدّ» و «يمدّ» ، فأدغم كإدغامه. وفي هذا أيضا إسكان متحرّك ، وتحريك ساكن ، على ما تقدّم. إلّا أنهم إذا أدغموا ذلك حرّكوا المدغم فيه ، لالتقاء الساكنين.
٢٠١ وأجازوا / في مثل «غضّ» و «مدّ» ثلاثة أوجه : أحدها
__________________
(١) الآية ٨٨ من سورة الحجر والآية ١٣١ من سورة طه.