واشترط سكون الأوّل ، لأنّ من شرط الإدغام سكون الأوّل. فإذا (١) كان الأوّل متحرّكا امتنع الإدغام ، لفصل الحركة بين الحرفين.
وإنّما جعل الانقلاب إلى الياء ، متقدّمة كانت أو متأخّرة ، لوجهين : أحدهما أنّ الياء من حروف الفم ، والإدغام في حروف الفم أكثر منه في حروف الطرفين (٢). والوجه الثاني أنّ الياء أخفّ من الواو ، فهربوا إليها ، لخفّتها.
فإن قيل : اجتماع المتقاربين ممّا يجيز الإدغام ، من نحو (٣) : (قَدْ سَمِعَ) وقسّمع ، ووتد و «ودّ» ، فما بالكم أوجبتم ذلك في «سيّد» و «ميّت»؟ قيل : عنه جوابان : أحدهما أن الواو والياء ليس تناسبهما من جهة القرب في المخرج ، لكن من وصف في أنفسهما ، وهو المدّ وسعة المخرج. فجريا لذلك مجرى المثلين. فلذلك لزم الإدغام فيهما كلزومه في المثلين. والثاني أنه اجتمع فيهما المقاربة
__________________
(١) في الأصل : فأما إذا.
(٢) في حاشية الأصل : «أي : الشفة والحلق».
(٣) الآية ١ من سورة المجادلة.