الخبر واسمه ضمير مستتر في محل رفع يعود على التمييز (إلّا) أداة استثناء ملغاة لا عمل لها و (نكرة) خبر منصوب يعني أن التمييز كالحال لا يكون إلا نكرة ولا حجة في قوله وطبت النفس لاحتمال زيادة ال لكن يخالفها في أن الأصل فيه أن يكون جامدا وقد يكون مشتقا نحو : لله دره فارسا وأنه لا يكون جملة ولا شبهها ولا يتقدم على عامله إلا إذا كان متصرفا نحو :
وما ارعويت وشيبا رأسي اشتعلا
فشيبا تمييز مقدم على عامله لتصرفه ومنه قوله :
______________________________________________________
أتهجر ليلى بالفراق حبيبها |
|
وما كان نفسا بالفراق تطيب |
قوله : (نحو الله الخ) أي فإن فارسا مشتق من الفروسية. قوله : (ولا يتقدم الخ) الصواب أن يقول ولا يتقدم على عامله إذا كان متصرفا على الصحيح وأما قوله : وما ارعويت الخ وقوله : أتهجر ليلى الخ فالتقديم فيهما للضرورة كما في المغني وغيره. قوله : (وما ارعويت الخ) صدره :
ضيعت حزمي في إبعادي الأملا
وإعرابه : ضيعت فعل وفاعل وحزمي أي إتقاني للرأي وحسن التدبير مفعوله والياء مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله وفي إبعادي : متعلق بضيعت والياء مضاف إليه والأملا : مفعوله وألفه للإطلاق وما الواو : للعطف على ضيعت وما : نافية وارعويت : أي رجعت فعل وفاعل وشيبا : الواو : للحال من فاعل ارعويت وشيبا : تمييز مقدم على عامله المتصرف وهو اشتعل مبين لإجمال نسبة الاشتعال لضمير الرأس ورأسي مبتدأ ومضاف إليه وجملة اشتعلا أي انتشر من الفعل والفاعل العائد على الرأس في محل رفع خبر المبتدأ وألفه للإطلاق ومعناه : ضيعت إتقاني للرأي وحسن التدبير بسبب أني أملت آمالا بعيدة ولم أرجع عن ذلك والحال أن الشيب قد انتشر في رأسي والله أعلم. قوله : (ومنه) أي من التقديم على العامل لتصرفه. قوله : (أتهجر الخ) إعرابه : الهمزة للاستفهام الإنكاري وتهجر : فعل مضارع وليلى : ويروى سلمى فاعل وهو اسم امرأة وبالفراق متعلق بتهجر وحبيبها مفعول ومضاف إليه ، وما : الواو للحال من سلمى وما : نافية وكان : فعل ماض وهو زائد ونفسا : تمييز مبين لإجمال نسبة الطيب لضمير ليلى وبالفراق متعلق بتطيب وتطيب : فعل مضارع وفاعله ضمير النفس ومعناه لا ينبغي لليلى أن تقطع عن محبها بالتباعد عنه والحال أن نفسها لا تنبسط بذلك ولا تنشرح فتأمل.