المنكر لفظا ومعنى أو معنى فقط نحو : رب رجل وأخيه فرب حرف تقليل وجر ورجل مجرور برب وأخيه معطوف على رجل والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وأخي مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر وربما حذفت وبقي عملها نحو :
وليل كموج البحر أرخى سدوله
فليل مجرور برب مقدرة أي ورب ليل وقد تجر ضمير الغيبة فيلزم إفراده وتذكيره وتفسيره بتمييز مطابق للمعنى نحو : ربه رجلا أو امرأة أو رجلين أو رجالا أو نساء (والباء) نحو : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ) [البقرة : ١٣٦]
______________________________________________________
قوله : (لفظا ومعنى) أي كما في مثال الشارح. وقوله : أو معنى فقط كأن يكون اسم فاعل مضافا لمعرفة كرب راجينا وهذا التعميم راجع لقوله : المنكر ولو كان راجعا لقوله تجر لقال بعد قوله أو معنى فقط أو لفظ فقط وذلك بأن يكون مبتدأ وما بعده خبرا أو مفعولا مقدما نحو : رب رجل صالح لقيت. قوله : (نحو رب الخ) مثال لما قيل أو قوله : (وليل الخ) تمامه :
علي بأنواع الهموم ليبتلي
وقائله امرؤ القيس وقوله : كموج يقال : ماج البحر موجا اضطربت أمواجه قال الجوهري : البحر خلاف البر وسمي بحرا لاتساعه وعمقه والجمع أبحر وبحار وكل نهر عظيم بحر وقوله : سدوله أي ستوره تقول أسدل زيد ثوبه إذا أرخاه وقوله : ليبتلي أي ليختبرني فقد شبه ظلام الليل في هوله وصعوبته بموج البحر واستعار السدول لما يحول منه بين البصر وبين وإدراك المبصرات أي رب ليل شديد ظلامه قد أطلق عليّ من أصناف همومه وأجناس غمومه ليختبرني فوجدني عديم القرين طارح التشكي وإعرابه : الواو : للعطف وليل : مجرور برب المحذوفة لفظا إن كان مرفوعا بضمة مقدر لأنه مبتدأ وكموج متعلق بمحذوف صفة لليل والبحر مضاف إليه وأرخى : فعل ماض وفاعله يعود على الليل وسدوله : مفعول ومضاف إليه والجملة خبر ليل وعلي متعلق بأرخى والباء في بأنواع للمصاحبة متعلق بأرخى والهموم : مضاف إليه وليبتلي : مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام كي وسكنت الياء للوزن ، الفاعل ضمير الليل والمفعول محذوف أي ليبتليني ، أي لينظر ما عندي من الجزع والصبر والجبن وعدمه. قوله : (والباء) لها معان أيضا منها الإلصاق سواء كان حقيقيا نحو : أمسكت بزيد إذا قبضت على شيء من جسمه أو مجازيا نحو : مررت بزيد أي ألصقت مروري