متن الآجرومية للإمام الصنهاجي شرحا لطيفا يكون مشتملا على بيان المعنى
______________________________________________________
بخلافها عند نية اللفظ لقوتها بنية لفظ المضاف إليه وإنما بنيت لأنها أشبهت أحرف الجواب في الاستغناء بها عما بعدها ، وبنيت على حركة لئلا يلزم التقاء الساكنين وكان بناؤها على الضم لأنه لم يكن حال الإعراب فكملت لها الحركات به وهي للانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر فلا تكون إلا بين أمرين متغايرين. قوله : (فقد) الفاء واقعة في جواب أما. قوله : (سألني) أي طلب مني. قوله : (بعض) فاعل سأل. قوله : (إلي) بسكون الياء للسجع وهي بمعنى اللام وإنما أتى بإلي لمناسبة السجع. قوله : (المترددين) اسم فاعل تردد بمعنى كرر الإتيان. قوله : (علي) متعلق باسم الفاعل قبله. قوله : (المرة بعد المرة) الأول منصوب باسم الفاعل والثاني على الظرفية والثالث مجرور بالإضافة ، وليس المقصود أنهم ترددوا عليه مرتين بل المراد أنهم ترددوا عليه بكثرة وأل في الظرفين زائدة ، وقولنا : منصوب باسم الفاعل أي على الظرفية أي المترددين علي زمنا بعد زمن ، أي في أزمنة كثيرة. قوله : (أن أشرح) ما دخلت عليه أن في تأويل مصدر مفعول ثان لسأل والأول الياء ، والشرح معناه لغة التوسعة والتهيؤ ، قال تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) [الزّمر : ٢٢] أي وسعه توسيعا معنويا وهيأه لقبوله واصطلاحا ألفاظ مرتبة مخصوصة دالة على معان مخصوصة. قوله : (متن الآجرومية) من إضافة المسمى إلى الاسم والمضاف إليه أوله همزة بعدها ألف فجيم مضمومة فراء مهملة مشددة مضمومة ، وهي نسبة لابن آجروم لكن القاعدة النسبة للأخير ، ومعناه بلسان البربر الفقير الصوفي. قوله : (الإمام) هو المقتدى به في الأمور. قوله : (الصنهاجي) نسبة إلى صنهاجة وهي قبيلة بالمغرب ، وكان من أهل فاس ، وهو أبو عبيد الله محمد بن محمد ولد سنة اثنتين وسبعين وستمائة وتوفي سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ودفن داخل باب الحديد بمدينة فاس ببلاد المغرب. حكي أنه ألّف هذا المتن تجاه البيت الشريف ، وحكي أيضا أنه لما ألّفه ألقاه في البحر وقال : إن كان خالصا لله تعالى فلا يبل وكان الأمر كذلك. قوله : (شرحا) مفعول لشرح. قوله : (لطيفا) هو في الأصل رقيق القوام أو الشفاف الذي لا يحجب البصر عن إدراك ما وراءه ، استعمل هنا في قليل الألفاظ على الأول أو سهل المأخذ على الثاني ، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية فشبه قلة الألفاظ أو سهولة المأخذ برقة القوام أو الشفافية واستعير اسم المشبه به ـ وهو اللطف للمشبه ، واشتق منه لطيف بمعنى قليل الألفاظ أو سهل المأخذ أو التشبيه البليغ بحذف الأداة. قوله :