(ب) وقد نشأ جمال التشبيه من أشياء عدة : أولها اهتداء الشاعر إلى تشبيه ممدوحه بثلاثة أشياء يجمع كلّ منها معنى واحدا ؛ وثانيها غرابة وجه الشبه الذى قصد إليه فى كل من هذه التشبيهات ، فإن الشائع أن يشبّه الإنسان بالبدر والشمس فى حسن الطلعة ، وأن يشبّه بالبحر فى الجود ، أما أن يشبه بكل من هذه الثلاثة فى النفع العام والفضل الشامل فذلك أمر غير مألوف ولا ينقاد إلا لأديب ؛ وثالثها ما وفّق إليه الشاعر من بيان وجه الشبه فى سلاسة وسهولة ؛ هذا إلى ما تضمنه الشعر من خيال لطيف وتصوير بديع.