العقلية والانضباط الذاتي ، وصفات التسامح والمرونة ، فيكونون وسطاً مساعداً للانتقال أو يكون في الابناء الاستعداد للاتصاف بها ، إضافة إلىٰ انعكاس العادات والتقاليد علىٰ الابناء ، نتيجة لتكرر الاعمال (١) ومن أكدّ الإسلام علىٰ الزواج الانتقائي ، أي بانتقاء الزوجين من اسرة صالحة وبيئة صالحة.
راعىٰ الإسلام في تعليماته لاختيار الزوجة الجانبين ، الوراثي الذي انحدرت منه المرأة ، والجانب الاجتماعي الذي عاشته وانعكاسه علىٰ سلوكها وسيرتها ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اختاروا لنطفكم فان الخال أحد الضجيعين » (٢).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « تخيّروا لنطفكم فان العِرقَ دسّاس » (٣).
فالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يؤكد علىٰ اختيار الزوجة من الأُسر التي تحمل الصفات النبيلة ، لتأثير الوراثة علىٰ تكوين المرأة وعلىٰ تكوين الطفل الذي تلده ، وكانت سيرته قائمة علىٰ هذا الاساس ، فاختار خديجة عليهاالسلام فأنجبت له أفضل النساء فاطمة عليهاالسلام ، وتبعه في السيرة هذه أهل البيت عليهمالسلام فاختاروا زوجاتهم من الأُسر الكريمة وإلىٰ جانب الانتقاء علىٰ أُسس الوراثة ، أكّد الاسلام علىٰ انتقاء الزوجة من المحيط الاجتماعي الصالح الذي أكسبها الصلاح وحسن السلوك ، فحذّر من المحيط غير الصالح
__________________
(١) علم النفس العام ، للدكتور انطون حمصي ١ : ٩٤ ـ مطبعة ابن حبّان دمشق ١٤٠٧ ه.
(٢) الكافي ، للكليني ٥ : ٣٣٢ / ٢ باب اختيار الزوجة ـ دار التعارف ١٤٠١ ه ط ٣.
(٣) المحجة البيضاء ، للفيض الكاشاني ٣ : ٩٣ ، جامعة المدرسين قم ط ٢.