عليهم وعدم حرصه علىٰ تربيتهم ، اضافة إلىٰ المشاكل التي يخلقها مع الزوجة التي تساعد علىٰ اشاعة الاضطراب والقلق النفسي في اجواء العائلة ، وجعل الحياة العائلية بعيدة عن الاطمئنان والاستقرار والهدوء الذي يحتاجه الاطفال في نموّهم الجسدي والنفسي والروحي.
وقد كانت سيرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيرة أهل البيت عليهمالسلام قائمة علىٰ أساس اختيار الاكفاء لابنائهم وبناتهم ، فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يزوّج فاطمة لكبار الصحابة ، وكان جوابه لهم انه ينتظر بها نزول القضاء (١) ثم زوّجها بأمر من الله تعالىٰ إلىٰ عليّ بن أبي طالب (٢).
وشجّع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم احدىٰ المسلمات وهي الذلفاء المعروفة بانتسابها إلىٰ أُسرة عريقة ، والمتصفة بالجمال الفائق من الاقتران بأحد المسلمين وهو جويبر الذي لا يملك مالاً ولا جمالاً إلاّ التديّن (٣).
بعد عملية اختيار الزوج علىٰ أسس وموازين إسلامية نبيلة ، يستمر الإسلام في التدرج مع الطفل خطوة خطوة ، ويضع لكلِّ خطوة واقعة في طريق تكوين الطفل ونشوئه أسساً وقواعد واقعية لينشأ نشأة سليمة ، وما علىٰ الزوجين إلاّ العمل علىٰ ضوئها.
قال سبحانه وتعالىٰ : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
__________________
(١) مجمع الزوائد ، للهيثمي ٩ : ٢٠٦ ـ دار الكتاب العربي ١٤٠٢ ه ط ٣.
(٢) مجمع الزوائد ٩ : ٢٠٤. المعجم الكبير للطبراني ٢٢ : ٤٠٨. الصواعق المحرقة ، لابن حجر الهيتمي.
(٣) الكافي ٥ : ٣٤٢ / ١ باب ان المؤمن كفؤ المؤمنة.