على منهج واحد من أجل أنْ يتعرّف الطفل علىٰ الصواب والخطأ في سلوكه ، فلو استخدم الأب التأنيب مع الطفل لخطأ معين ، فعلىٰ الأُم ان لا تخالف الاب في ذلك ، وكذا الحال في المدح لأنّ ( الاضطرابات السلوكية والامراض النفسية التي تصيب الطفل في حداثته والرجل في مستقبله تكون نتيجة المعاملة الخاطئة للابوين... كتناقضات اسلوب المعاملة ، كالتذبذب بين التسامح والشدة... والتدليل والاهمال ، وتكون نتيجة هذه التطورات إما خلق روح العدوان والجنوح وبرود العاطفة والاحباط والوسواس من ناحية أو المغالاة في الاعتماد علىٰ الغير والسلوك المدلّل وضعف الشخصية من ناحية أُخرىٰ ) (١).
الطفل الأول في الاسرة يكون موضع حب وحنان وعناية من قبل والديه لأنّه الطفل الأول والطفل الوحيد ، فيمنح الاهتمام الزائد ، والرأفة الزائدة ، وتلبّىٰ كثيراً من حاجاته المادية والنفسية ، فنجد الوالدين يسعيان إلىٰ إرضائه بمختلف الوسائل ويوفّرون له ما يحتاجه من ملابس وألعاب وغير ذلك من الحاجات ، ويكون مصاحباً لوالديه في أغلب الاوقات سواء مع الأُم أو مع الأب أو مع كليهما وبعبارة أُخرىٰ يلقى دلالاً واهتماماً استثنائياً ، ومثل هذا الطفل وبهذه العناية والاهتمام ، سيواجه مشكلة صعبة عليه في حالة ولادة الطفل الثاني ، وتبدأ مخاوفه من الطفل الثاني ، لانّه سيكون منافساً له في كلِّ شيء ، ينافسه في حب الوالدين ورعايتهم له ، وينافسه في منصبه باعتباره الطفل الوحيد سابقاً ، وينافسه في ألعابه ،
__________________
(١) اضواء علىٰ النفس البشرية ، للدكتور الزين عباس عمارة : ٣٠٢ ـ دار الثقافة ١٤٠٧ ه ط ١.