يلعب الوالدان الدور الاكبر في تربية الاطفال ، فالمسؤولية تقع علىٰ عاتقهما أولاً وقبل كلّ شيء ، فهما اللذان يحدّدان شخصية الطفل المستقبلية ، وتلعب المدرسة والمحيط الاجتماعي دوراً ثانوياً في التربية.
والطفل اذا لم يتمرّن علىٰ طاعة الوالدين فانه لا يتقبل ما يصدر منهما من نصائح وارشادات وأوامر إصلاحية وتربوية ، فيخلق لنفسه ولهما وللمجتمع مشاكل عديدة ، فيكون متمرداً علىٰ جميع القيم وعلىٰ جميع القوانين والعادات والتقاليد الموضوعة من قبل الدولة ومن قبل المجتمع.
قال الإمام الحسن بن علي العسكري عليهالسلام : « جرأة الولد علىٰ والده في صغره ، تدعو إلىٰ العقوق في كبره » (١).
وقال الإمام محمد بن علي الباقر عليهالسلام : « ... شرّ الابناء من دعاه التقصير إلىٰ العقوق » (٢).
وتربية الطفل علىٰ طاعة الوالدين تتطلب جهداً متواصلاً منهما علىٰ تمرينه علىٰ ذلك ؛ لأنّ الطفل في هذه المرحلة يروم بناء ذاته وإلىٰ الاستقلالية الذاتية ، فيحتاج إلىٰ جهد اضافي من قبل الوالدين ، وأفضل الوسائل في التمرين علىٰ الطاعة هو إشعاره بالحبّ والحنان ، يقول
__________________
(١) تحف العقول : ٣٦٨.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٠.