كثيرا ، ومنه قول بعضهم :
فشحا جحافله جراف هبلع (١)
وقال الآخر :
غربا جرورا وجلالا خزخز (٢)
وقال غيره في صفة اللبن :
وآخذ طعم السقاء سامط |
|
وخاثر عجالط عكالط (٣) |
وقول الآخر :
يأكلن من قرّاص |
|
وحمصيص واص (٤) |
وفي هذه الألفاظ ما جمع الصفتين معا على ما ذكرناه ، وقد روى أنّ أبا العتاهية قال لمحمد بن مناذر : إن كنت أردت بشعرك شعر العجّاج ورؤبة فما صنعت شيئا ، وإن كنت أردت أهل زمانك فما أخذت مأخذنا ، أرأيت قولك :
ومن عاداك لاقى المرمريسا (٥)
أي شيء المرمريس؟
__________________
(١) هو من قول جرير «ديوانه» ص ٢٥٩. وأوله :
وضع الخزير فقيل أين مجاشع
وشحا : فتح ، والجحافل : جمع جحفلة : وهي الشفة ، ولكنها في الأصل لغير الإنسان ، والجراف : الأكول ، والهبلع : الواسع الحنجور.
(٢) الغرب : الدلو العظيمة ، والجلال : البعير العظيم ، والخزخز : القوي الشديد.
(٣) السقاء : جلد السخلة اذا أجذع يكون للماء واللبن ، والسامط : اللبن تذهب حلاوته ، والخاثر : اللبن الثخين ، والعجالط بمعناه أيضا ، وكذلك العكالط.
(٤) القراص : البابونج ، والحمصيص : بقلة رملية حامضية ، وواص اسم فاعل من وصى الأرض اتصل نباتها.
(٥) المرمريس : الداهية. ولم أجده في المطبوع.