وقال :
لولاك هذا العام لم أحجج (١)
وقال :
يا أبتا علّك أو عساكا (٢)
__________________
المطاوعة والانفعال. وقد جاء فعل منه غير متعد وهو. وكم موطن لولاي طحت. البيت فانما هذه مطاوع هوى إذا سقط وهو غير متعد كما ترى. وقال الفارسي إنما بنى منهوي منفعلا لضرورة الشعر (والشاهد فيه) مجيء الضمير المشترك بين الرفع والجر على قلة بعد لو لا ولو جاءت علامة الاضمار على القياس لقال أنتم كما قال الله تعالى : (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) ومذهب المبرد أنه لا يجوز أن يليها من المضمرات الا المنفصل المرفوع كما جاء في القرآن. ودفع الاحتجاج بهذا البيت بأن في هذه القصيدة شذوذا في مواضع وخروجا عن القياس بالاتفاق فلا معرج عليه ولا وجه للتمسك به. وهذا الدفع مدفوع بما سيأتي من الشواهد بعده. وثم مذهب ثالث وهو مذهب الأخفش الذي حكاه المصنف وهو أن الضمير المتصل بعدها مستعار للرفع فيحكم بأن موضعه رفع بالابتداء وان كان بلفظ المضمر المنصوب أو المجرور (والمعنى) كم مشهد من مشاهد الحرب لو لا أنا موجود فيه أذب عنك لهلكت فيها كما هلك الساقط من أعلى الجبل.
(١) هذا عجز البيت وصدره. أومت بعينيها من الهودج. ذكر التبريزي أنه للعرجي من قصيدته التي أولها :
عوجي علينا ربة الهودج |
|
إنك إلا تفعلي تحرجي |
وليس كذلك. وليس هذا البيت في القصيدة ولا في سائر ديوان العرجي. وانما هو مطلع قصيدة لعمر بن أبي ربيعة.
أنت إلى مكة أخرجتني |
|
ولو تركت الحج لم أخرج |
اللغة أومت من الإيماء وهو الاشارة. والهودج مركب النساء في السفر.
الاعراب أومت فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى المحبوبة. وبعينيها متعلق بأومت من الهودج كذلك. ولولاك مثل لولاي في الشاهد السابق وفي ذا العام متعلق بأحجج. (والشاهد فيه) كالذي قبله (والمعنى) أشارت إليّ بعينيها من الهودج تقول أنت الذي أخرجتني إلى مكة ولو لا خروجك للحج لم أخرج إليه ولا تجشمت مشقة السفر.
(٢) اختلف في قائله فقيل هو العجاج. والاكثرون على أنه رؤبة ابنه وصدره كما في روح الشواهد. تقول بنتي قد أنى أناكا. قال ابن الاعرابي وهو خطأ من وجهين. الأول أن هذا الصدر