الكاف والياء بعد لو لا في موضع الجر ، وإن لو لا مع المكنى حالا ليس له مع المظهر ، كما أن للدن مع غدوة حالا ليست له مع غيرها. وهما بعد عسى في محل النصب بمنزلتهما في قولك لعلك ولعلي. ومذهب الأخفش أنهما في الموضعين في محل الرفع ، وأن الرفع في لو لا محمول على الجر ، وفي عسى على النصب ، كما حمل الجرّ على الرفع في قولهم ما أنا كأنت والنصب على الجر في مواضع.
نون الوقاية :
وتعمد ياء المتكلم إذا اتصلت بالفعل بنون قبلها صونا له من أخي الجرّ ، ويحمل عليه الأحرف الخمسة لشبهها به. فيقال إنني. وكذلك الباقية ، كما قيل ضربني ويضربني. وللتضعيف مع كثرة الإستعمال جاز حذفها من أربعة منها في كل كلام. وقد جاء في الشعر ليتي لأنها منها قال زيد الخيل :
كمنية جابر إذ قال ليتي |
|
أصادفه وأفقد بعض مالي (١) |
__________________
ومفعول هو الياء. ولعل حرف توكيد ونصب. والياء اسمها. وخبرها محذوف. وكذلك عساني على الاختلاف السابق. وجملة لعلّي أو عساني في محل نصب مقول القول. (والشاهد فيه) في قوله عساني على نحو ما مر (والمعنى) إذا نازعتني نفسي في حملها على ما هو أصلح لها أقول لها طاوعيني يا نفس على ما أريد بك وأحملك عليه لعلّي أظفر ببغيتي أو لعلي أجد السبيل إلى موافقتك على ما تدعينني إليه ، فإذا قلت لها ذلك قرت وسكنت.
(١) هو زيد بن مهلهل الطائي. وفد على النبي صلّى الله عليه وسلّم سنة تسع فأسلم وسماه عليه الصلاة والسّلام زيد الخير ، وقال له ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الاسلام إلا رأيته دون الصفة غيرك. وانما قيل له زيد الخيل لخمسة أفراس كانت له. وهذا البيت له من أبيات قالها يذكر أن قوما ما تمنوا لقاءه فلما لقيهم تمنوا ان لم يكونوا لقوه. وقبله.
تمنى مزيد زيدا فلاقى |
|
اخا ثقة إذا اختلف العوالي |
اللغة المنية بالضم اسم للتمني وفي الأصل الشيء الذي يتمنى. وجابر رجل من غطفان كان تمنى لقاء زيد فلما لقيه رأى منه ما يكره. وقيل ان المتمني هو قيس بن جابر بدليل قول زيد في قصيدة أخرى.