والجر حكاية وكذلك قولك من زيد ومن زيدا ومن زيد من والأسم بعده مرفوع المحل مبتدأ وخبرا. ويجوز إفراده على كل حال وأن يقال أيا لمن قال رأيت رجلين أو امرأتين أو رجالا أو نساء ، ويقال في المعرفة إذا قال رأيت عبد الله أي عبد الله لا غير.
ولم يثبت سيبويه ذا بمعنى الذي إلا في قولهم ما ذا وقد أثبته الكوفيون وأنشدوا :
عدس ما لعباد عليك إمارة |
|
أمنت وهذا تحملين طليق (١) |
أي والذي تحملينه طليق. وهذا شاذ عند البصريين. وذكر سيبويه في ماذا صنعت بالرفع أحدهما أن يكون بمعنى أي شيء الذي صنعته وجوابه حسن بالرفع وأنشد للبيد :
ألا تسألان المرء ما ذا يحاول |
|
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل (٢) |
__________________
(١) هو ليزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري من أبيات يخاطب بها بغلته هو أولها. وكان يزيد هذا قد صحب عباد بن زياد ثم هجاه فأخذه عبيد الله بن زياد وأرسله إلى سجستان إلى أخيه عباد فاعتقله. ثم ان قوما من أهل اليمن دخلوا على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وكلموه في شأنه فأرسل إلى ابن عباد رسولا وامر الرسول أن يبدأ بالسجن فيطلق سراح إبن مفرغ قبل أن يعلم عباد بذلك فيغتاله. ففعل ذلك فلما خرج من السجن قربت إليه بغلة من بغال البريد ليركبها فنفرت منه فقال هذه الأبيات.
اللغة عدس زجر للبغال وربما سمي به البغل. وامارة أي أمر وحكم. وطليق بمعنى مطلق.
الاعراب عدس منادى بحرف نداء محذوف أي يا عدس وهو مبني على السكون لأنه في الأصل حكاية صوت. وما نافية ولعباد خبر مقدم. وإمارة مبتدأ مؤخر. ونجوت فعل وفاعل. وهذا موصول بمعنى الذي. وتحملين فعل مضارع مرفوع بثبوت النون فاعله ضمير المخاطبة ومجموع الموصول مع صلته مبتدأ. وطليق خبره (والشاهد) في قوله وهذا حيث جاء بمعنى الذي على رأي الكوفيين. وأما البصريون فيقولون هذا اسم اشارة وتحملين حال من ضمير الخبر والتقدير هذا طليق محمولا.
(٢) اللغة تسألان خطاب للأثنين والمراد به واحد على عادة العرب من خطاب الواحد بلفظ