وقال :
شتان هذا والعناق والنّوم |
|
والمشرب البارد في ظل الدّوم (١) |
وأما نحو قوله :
لشتان ما بين اليزيدين في الندى |
|
يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم (٢) |
__________________
(١) البيت للقيط بن زرارة بن عدس أخي حاجب بن زرارة صاحب القوس التي يضرب بها المثل وقبله :
يا قوم قد حرقتموني باللوم |
|
ولم أقاتل عامرا قبل اليوم |
اللغة العناق المعانقة والدوم شجر معروف وأنشده المبرد.
والمشرب الدائم في الظل الدوم. أي الدائم إقامة للمصدر مقام الوصف. والأولى رواية أبي عبيدة وقد أنكرها الأصمعي قال لأنه ليس ببلاد الشاعر وهي تجد شجر الدوم.
وانما الرواية في الظل الدوم أي الدائم.
الاعراب شتان فعل ماض. وهذا فاعله والمشار إليه به هو المذكور في البيت قبله من تحريق اللوم إياه بنار اللوم. والعناق وما بعده عطف على هذا. والبارد صفة المشرب. وفي ظل الدوم متعلق بمحذوف صفة مشرب. والدوم جر بالاضافة إليه (والشاهد فيه) كالذي في سابقه (والمعنى) افترق ما أنا فيه من حرقة استماع اللوم والمعانقة والنوم والماء العذب في ظل هذا الشجر أو في الظل الدائم.
(٢) البيت لربيعة الرقي من قصيدة يمدح بها يزيد بن حاتم المهلبي ويهجو يزيد بن أسيد مصغرا ابن سليم. وكان ربيعة هذا قد مدحه وهو على أرمينية فقصر في حقه ومدح يزيد بن حاتم فبالغ في صلته والاحسان إليه وقبله :
حلفت يمينا غير ذي مثنوية |
|
يمين امرىء آلى بها غير آثم |
اللغة الندى الكرم والجود وألفه أصلها الواو يقال سنّ للناس الندا فندوا. والأغر من الغرة وهو بياض فوق الدرهم يكون في جبهة الفرس استعير للظهور والشهرة.
الاعراب شتان اسم فعل ماض وما صلة للتأكيد. وبين ظرف فاعل. واليزيدين مضاف إليه وفي الندا متعلق بالظرف ويزيد مع ما عطف عليه بدل من اليزيدين. وسليم جر بالاضافة إليه. والأغر عطف على يزيد سليم (والشاهد فيه) زيادة لفظ ما بعد شتان. وقد أباه الأصمعي وطعن في فصاحة قائله وقبله غيره من أهل اللغة والنحو. قال المرزوقي في