وقد تقعان للمفاجأة كقولك بينا زيد قائم إذ رأى عمرا ، وبينما نحن بمكان كذا إذا فلان قد طلع علينا ، وخرجت فإذا زيد بالباب. قال :
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا |
|
إذا أنه عبد القفا واللهازم (١) |
وكان الأصمعي لا يستفصح إلا طرحهما في جواب بينا وبينما وأنشد :
فبينا نحن نرقبه أتانا |
|
معلّق وفضة وزناد راعي (٢) |
وأمثالا له. ويجاب الشرط بإذا كما يجاب بالفاء ، قال تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ).
__________________
(١) هو من شواهد الكتاب التي لم يعرف لها قائل.
اللغة أرى بضم الهمزة بمعنى أعلم. واللهازم جمع لهزمة وهي لحمة في أصل الحنك.
الاعراب كنت كان الناقصة واسمها. وأرى فعل مجهول مفعوله الأول أقيم مقام فاعله. وزيدا مفعوله الثاني. وسيدا مفعوله الثالث. وقوله كما قيل الكاف للتشبيه. وما مصدرية. وإذا للمفاجأة. وان حرف توكيد ونصب. والهاء إسمها. وعبد مبتدأ مضاف إلى القفا والخبر محذوف أي إذا عبوديته للقفا حاصلة. (والشاهد فيه) وقوع إذا بمعنى المفاجأة (والمعنى) كنت أعلم زيدا سيدا من السادات فإذا هو على غير ذلك.
(٢) استشهد به قوم ولم يسم أحد قائله.
اللغة نرقبه ننتظره. والوفضة الجعبة. وزناد جمع زند وهو الحجر الذي تقتدح به النار.
الاعراب بينا أصله بين. والألف اشباع عن فتحة النون. وهي مضافة إلى محذوف وهو أوقات. والتقدير بين أوقات نرقبه اتانا. وانما قدرنا ذلك لأنه قد أضيف إلى الجملة. وإنما يضاف إلى الجملة أسماء الزمان دون ما عداها. ونحن مبتدأ. وجملة نرقبه خبر. وأتانا جملة فعلية جزائية ومعلق حال من فاعل أتانا. وزناد عطف على وفضة (والشاهد فيه) استعمال بينا بغير إذ وهو الأفصح لأن إذ إذا أتي بها وأضيفت إلى الجواب لم يحسن إعماله فيما قبله وإنما أجاز ذلك من أجازه لأجل انه ظرف والظروف يتسع فيها ما لا يتسع في غيرها. (والمعنى) بين أوقات نحن ننتظر مجيئه أتانا على تلك الحال.