أن يفعل إلى عساهن ، وعساني أن أفعل ، وعسانا أن نفعل.
وتقول كاد يفعل إلى كدن ، وكدت إلى كدتن ، وكدت أفعل ، وكدنا نفعل. وبعض العرب يقولون كدت بالضم.
والفصل بين معنيي عسى وكاد أن عسى لمقاربة الأمر على سبيل الرجاء والطمع ، تقول عسى الله أن يشفي مريضي ، تريد أن قرب شفائه مرجو من عند الله تعالى مطموع فيه ؛ وكاد لمقاربته على سبيل الوجود والحصول ، تقول كادت الشمس تغرب ، تريد أن قربها من الغروب قد حصل.
وقوله عز وجل : (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) على نفي مقاربة الرؤية ، وهو أبلغ من نفي نفس الرؤية. ونظيره قول ذي الرّمة :
إذا غيّر النأي المحبين لم يكد |
|
رسيس الهوى من حب ميّة يبرح (١) |
أوشك :
ومنها أوشك يستعمل استعمال عسى في مذهبيها ، واستعمال كاد. تقول : يوشك زيد أن يجيء ، ويوشك أن يجيء زيد ، ويوشك زيد يجيء. قال :
__________________
(١) اللغة النأي البعد. ورسيس الهوى أصله من رسيس الحمى وهو أولها الذي يؤذن بورودها.
الاعراب إذا ظرفية شرطية. وغير فعل ماض. والنأي فاعله. والمحبين مفعوله. ويكد فعل مضارع مجزوم بلم. ورسيس الهوى اسم يكد. ومن حب مية متعلق بمحذوف صفة الهوى. ويبرح فعل مضارع جواب الشرط. وانما حرك بالرفع لمكان القافية. وفاعله ضمير يعود إلى رسيس الهوى. والجملة خبر يكد. وجملة لم يكد جواب إذا. (والشاهد فيه) انه ينفي بلم يكد مقاربة الفعل وان في هذا مبالغة عن نفي الفعل نفسه كما نفى هنا مقاربة زوال رسيس الهوى من حب مية ليدل بذلك على فضل تمكن حبها من قلبه ورواه صاحب اللسان (لم أجد رسيس الهوى) وعليه فلا شاهد فيه (والمعنى) إذا تسلى المحبون بسبب الابتعاد عمن يحبون فحب مية لا يقارب الزوال من قلبي في حال لفضل تمكنه فيه.