ولكون المكسورة للإبتداء لم تجامع لامه إلا إياها وقوله :
ولكنني من حبها لعميد (١)
على أن الأصل ولكن أنني كما أن أصل قوله تعالى : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) لكن أنا. ولها إذا جامعتها ثلاثة مداخل : تدخل على الإسم ان فصل بينه وبين إن كقولك إن في الدار لزيدا وقوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً ،) وعلى الخبر كقولك إن زيدا لقائم وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ،) وعلى ما يتعلق بالخبر إذا تقدمه كقولك إن زيدا الطعامك آكل وإن عمرا لفي الدار جالس وقوله تعالى : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ). وقول الشاعر :
إن امرأ خصّني عمدا مودّته |
|
على التنائي لعندي غير مكفور (٢) |
__________________
(١) لم أر من ذكر له قائلا ولم أعرف له سابقا ولا لاحقا.
اللغة العميد من عمده الحب إذا كسر قلبه.
الاعراب لكن حرف توكيد ونصب. والياء اسمها. وعميد خبرها. (والشاهد فيه) دخول اللام في خبر لكنني. قيل وذلك لأن أصل لكن إن زيدت عليها اللام والكاف فصارت لكن ، فكما جاز دخول اللام في خبر إن جاز دخول اللام في خبر لكن. وهذا ضعيف فانهم جوزوا دخول اللام في خبر ان لاتفاقهما في المعنى وهو التأكيد وانها لم تغير معنى الابتداء بخلاف لكن.
(٢) أنشده سيبويه في الكتاب لأبي زيد الطائي يمدح الوليد بن عقبة.
اللغة التنائي البعد وكفران النعمة سترها بالجحود.
الاعراب امرأ اسم ان. وخصني فعل وفاعل ومفعول في محل نصب صفة امرأ. وعمدا تمييز أو مصدر في موضع الحال. ومودته نصب بنزع الخافض أي بمودته. وغير مكفور خبر ان.
(والشاهد فيه) دخول اللام على الظرف وهو لعندي والظرف يتعلق بمكفور لكنه لما تقدم عليه حسن دخول اللام عليه (والمعنى) من انعم عليّ نعمة قابلته عليها بالشكر ولم أكفرها بجحدها.