ولو أخرت فقلت آكل لطعامك أو غير مكفور لعندي لم يجز لأن اللام لا تتأخر عن الأسم والخبر.
وتقول علمت أن زيدا قائم فإذا جئت باللام كسرت وعلقت الفعل قال الله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) ومما يحكى من جراءة الحجاج على الله تعالى أن لسانه سبق في مقطع والعاديات إلى فتح فأسقط اللام.
إعراب المعطوف على اسم إن :
ولأن محل المكسورة وما عملت فيه الرفع جاز في قولك إن زيدا ظريف وعمرا ، وإن بشرا راكب لا سعيدا أو بل سعيدا ، أن ترفع المعطوف حملا على المحل قال الله تعالى : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) وقال جرير :
إن الخلافة والنبوّة فيهم |
|
والمكرمات وسادة أطهار (١) |
وفيه وجه آخر ضعيف وهو عطفه على ما في الخبر من الضمير. ولكنّ تشايع إن في ذلك دون سائر أخواتها. وقد أجرى الزجاج الصفة مجرى المعطوف وحمل عليه قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ). وأباه غيره. وإنما يصح الحمل على المحل بعد مضي الجملة فإن لم تمض لزمك أن تقول ان زيدا وعما قائمان بنصب عمرو ولا غير.
__________________
(١) اللغة النبوة فعولة من النبأ وهو الخبر ويروى. ان الخلافة والمروة فيهم. وهي الرواية الصحيحة. وسادة جمع سائد كقادة جمع قائد واطهار جمع أو اسم جمع طاهر.
الاعراب الخلافة اسم ان. والنبوة عطف عليه. وفيهم متعلق بمحذوف خبر إن أي كائنتين فيهم. والمكرمات بالرفع عطفا على محل اسم إن أو مبتدأ محذوفا خبره والتقدير وفيهم المكرمات. وقيل انه بالجر معطوف على ما في الخبر من الضمير. وضعفه المصنف وغيره. وقوله وسادة اطهار هو خبر مبتدأ محذوف أي وهم سادة اطهار (والشاهد فيه) انه رفع المكرمات عطفا على محل اسم إن.